أم ترسل خطابات الحب والتشجيع إلى ابنها الوحيد بعد موتها
أم ترسل خطابات الحب والتشجيع إلى ابنها الوحيد بعد موتها
هذه القصة العجيبة التي فيها استمرت الأم بعد موتها تهتم بابنها وتُرسل إليه خطاباتها لتشجيعه وتنصحه، أقول بأن كل الكلام لا يقدر أن يعبر عن ما في قلب الأم من مشاعر حب وحنان نحو أبنائها، فنحن نرى القليل من المشاعر التي تمت ترجمتها إلى أعمال، أما الغالبية العظمى من مشاعر الحب هذه فتبقى في القلب مصدر سعادة وفرح لها في كل تعبها.
أحداث القصة
تخبر القصة: أثناء الحرب العالمية الثانية ذهبت إحدى الأمهات مع زوجها وطفلها الصغير من روسيا إلى فرنسا وهناك توفي زوجها بعد فترة بسيطة وتركها لتهتم بطفلها ونفسها في أرض غريبة، ولم تجد مكاناً تُقيم فيه مع طفلها سوى (بير سلم خشب) وكانت تجتهد وتعمل بيديها ليجد طفلها ما يسد جوعه ويستر جسده الغض، وكان عملها عند بائع ورود، وعندما وجد فيها الرجل أمانة وتعب واحتمال رفع لها أجرها وجعلها تعمل في فندق يملكه.
رسائل الاسم لابنها
ذات يوم وهي تصعد السلُم بالفندق وقعت وأصيبت واتضح أنها مصابة بالسكر وكانت تعطي لنفسها الأنسولين، ولكنها أخفت ذلك عن ابنها الصغير وطمأنته بأنها بصحة جيدة حتى لا يتسرب الخوف إلى نفسه وأيضاً لكي تعوضه عن أبيه الغائب.
كبر الابن وذهب إلى المدرسة فكانت الأم تتحمل مشقة توصيله صباحاً والعودة به وقت الظهيرة، فهي لا تملك ثمن مواصلاته وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تتركه يسير بمفرده وسط المواصلات، ويا ليت الأمور ظلت هكذا مكتفية بهذه المعاناة،
ولكن كان الأطفال في المدرسة يستهزئون بابنها بسبب ملابس أمه البسيطة مما سبب الكثير من الضيق للطفل، ولكنها احتملت وكانت تشجعه على أن يفتخر بأمه التي تحبه، فعظمة الأم تقاس بمحبتها وليس بملابسها واستمرت هذه الأم العظيمة في حبها وحنانها واهتمامها بابنها حتى أنهى دراسته وعندما لبس ابنها ملابس الجندية هنأته وشجعته لكي يدافع دفاع الأبطال عن بلاده قائلة له: ” إن لم نكن نحن الذين ندافع عنها فمن سيكون يا ابني!
ووعدته بأنها سترسل له خطاباً أسبوعيا بمجرد أن يرسل لها عنوان الكتيبة المُجند فيها، وفعلاً استمرت هذه الأم تُرسل كلمات التشجيع والمحبة لوحيدها في جبهة القتال، وكانت كلمات أمه خير معين وسند له.
إنها رسالة الحب الحقيقي!
وعندما شعرت الأم بأن جسمها قد ضعف وأنها قد تموت بعد قليل ذهبت لإحدى صديقاتها بعد أن كتبت 140 رسالة بخط يدها وطلبت منها – إذا ماتت – أن تستمر هي عوضاً عنها في إرسال الرسائل بانتظام لابنها، وفعلاً ماتت الأم واستمرت الرسائل بخط يدها تصل لابنها أسبوعيا فيطمئن على أمه.
وشاءت التدابير الإلهية العجيبة أنه بعد وصول الرسالة رقم 140 بأيام قليلة أن الابن قد أصابته شظية في أنفه وكُسرت، فأعطوه وسام الحرب وأعادوه ليرجع لوالدته، فرجع وهو يعلم مكانها عند صاحب الفندق، ولكنه فوجئ بأنها ماتت منذ فترة طويلة وعندما أكد الابن أنه قد استلم هذا الأسبوع رسالة بخط يدها، كشفت صديقة أمه أمر الرسائل ال 140 التي كتبتها الأم قبل موتها لكي يستمر الابن مطمئناً عليها.
عن كتاب قصص قصيرة – حكايات واقعية
المزيد من القصص
- الورود تحمل لغة الجمال والزهور تنشر رائحة الحب – قصة وعبرة
- هل تعلم ما فعله رفيق السوء الثعلب مع الأرنب المسكين؟ قصة
- الملك الظالم وصياد السمك الفقير – قصة حقيقية
- هل يوجد من هو أغنى من بيل غيتس Bill Gates؟ قصة حقيقية
- قصة وحكمة حول رحمة الله ومحبته الكبيرة للإنسان
احمل صليبك كل يوم واتبعني، قصة المرأة والصليب