yandex

اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك

4.6
(33)

اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك

تأمل في ميلاد الطفل يسوع

مع حلول كل عام، تشرق أنوار عيد الميلاد كنجمة تبث الأمل في قلوب البشر، حاملة معها بشائر السلام والمحبة. إنه زمن يتجاوز كونه مجرد احتفال؛ إنه دعوة للتأمل والتفكر في معاني أعمق تتعلق بالحب والإيمان. في خضم الأجواء الاحتفالية، يتعين علينا أن نعيد النظر في المعاني التي يحملها ميلاد يسوع المسيح، الطفل الذي جاء ليكون نورًا للعالم وملاذًا للقلوب المتعبة. فلنأخذ لحظة للتفكر في هذا الحدث العظيم الذي غير مجرى التاريخ، ولنجعل من قلوبنا موطنًا للسلام والمحبة.

اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك
اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك

في أحضان المغارة

عندما نرى الطفل يسوع في المغارة، يتجلى أمامنا صورة تعكس بساطة النعمة الإلهية. وُلِد في ظروف متواضعة، محاطًا بالمجوس الذين جاؤوا من بلدان بعيدة ليقدموا له الهدايا، وأمه العذراء القديسة، والقديس يوسف النجار الذي كان سندًا لها. كل عنصر في هذه الصورة يمثل جانبًا من جوانب الحب الإلهي. المجوس، بتقديمهم الذهب واللبان والمر، يجسدون رحلة البحث عن الحق، والكنوز الروحية التي يجب أن نسعى إليها في حياتنا.

مريم، التي تحمل الطفل يسوع، تمثل الأم المثالية، التي تربي ابنها في قلب المحبة وتعلمه قيم الإيمان. بينما القديس يوسف، يمثل الأمانة والتفاني في خدمة العائلة. إن الأجواء المحيطة بالطفل يسوع، مع الأغنام والمواشي التي تسجد له، تذكرنا بأن كل مخلوقات الله ترفع أصواتها في تسبيح وتمجيد له.

رسالة الميلاد

جاء المسيح ليغسل بدمه الطاهر خطايانا، وليعطينا السلام في زمن يملؤه الصراعات والكراهية. إن يسوع، الطفل البريء، هو رمز للحب الطاهر الذي ينزل من السماء ليشفينا ويطهرنا. إنه صرخة السماء، ووجه الحب الذي يحمل الأمل لكل المسكونة. نحن مدعوون لاستقباله في قلوبنا، ولنجعل من حبنا له حبًا ينمو ويتعاظم في حياتنا اليومية.

في عالم مليء بالتحديات، يجب علينا أن نتذكر أن كل حب خارج عن حب الله هو حب ناقص، مشوّه. لذا، دعونا نتوجه إلى الطفل يسوع ونسأله أن يمنحنا الحكمة لنحب بصدق ونعيش في نور محبته. إن ميلاده يدعونا إلى تجديد حياتنا، وإلى البحث عن القيم النبيلة التي تعزز من إنسانيتنا.

فرحة الميلاد: تجديد الأمل

في كل عام يأتي عيد الميلاد ليجدد الأمل في القلوب المتعبة، ويعيد لنا ذكريات الطفولة البسيطة حيث كانت الأعياد تُحتفل بحب وسعادة. إنه زمن يتشارك فيه الأفراد العواطف والمشاعر، ويُعبرون عن حبهم لبعضهم البعض. تتزين البيوت بالأضواء، وتُعد الأطباق الشهية، وتُغنى الترانيم التي تذكرنا بجمال الميلاد. إن فرحة الميلاد ليست مجرد احتفالية، بل هي دعوة للتواصل مع أنفسنا ومع الآخرين. لنستغل هذه الفرصة لتجديد الروابط الاجتماعية، ولنعمل على تقوية العلاقات الأسرية. إن الميلاد يعلمنا أن السلام يبدأ من داخلنا، ومن المهم أن ننشر هذه الروح في كل مكان نذهب إليه.

معاني العطاء والتضحية

يأتي عيد الميلاد ليذكّرنا بأهمية العطاء والتضحية، وهما قيمتان تبرز في قصة ميلاد الطفل يسوع. فالمجوس، الذين قطعوا مسافات طويلة ليقدموا هداياهم، يجسدون روح العطاء التي يجب أن نتعلمها. إن العطاء ليس مجرد تقديم هدايا مادية، بل هو أيضًا تقديم الوقت والجهد لمساعدة الآخرين، ومشاركة الفرح مع من حولنا. كما أن مريم ويوسف قدما الكثير من التضحيات من أجل حماية ابنهم ورعايته في ظروف صعبة. نحن مدعوون لنتبع هذه الأمثلة، لنكون أكثر حنانًا وإنسانية، وأن نبحث عن طرق جديدة لدعم مجتمعنا، سواء من خلال التطوع أو تقديم المساعدة لمن يحتاج.

اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك
اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك

السلام: رسالة الميلاد الأبدية

في عالم مليء بالتوترات والصراعات، يأتي عيد الميلاد ليحمل رسالة السلام التي تُعتبر جوهر الرسالة المسيحية. الطفل يسوع، الذي وُلِد في المغارة، يذكرنا بأن السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو حالة من الأمان الداخلي والسكينة. إننا بحاجة إلى نشر هذه الرسالة في حياتنا اليومية، من خلال مشاعر التسامح والقبول. يجب أن نكون سفراء للسلام في مجتمعاتنا، ونعمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة. لنستغل هذا العيد لنكون صوتًا للسلام، ونجعل من قلوبنا منارات تنير دروب الآخرين. فكلما سعينا لتحقيق السلام في حياتنا، نكون قد ساهمنا في بناء عالم أكثر سعادة وطمأنينة للجميع.

ما أروعك أيها الطفل المولود بمزود في المغارة

يحيط بك المجوس الذين جاءوا يقدمون لك الهدايا والسجود، وتحضنك أمك العذراء القديسة ويفرح بك القديس يوسف النجار. وتسجد لك الأغنام والمواشي، وتحيط بك جيوش من ملائكة السماء. أيها الطفل البريء أنت هو الحب الطاهر النازل من السماء لكي يشفينا ويطهرنا.

أنت صرخة السماء والقلب الذي يحمل الحب لكل المسكونة. أتيت لكي تغسل بمحبتك المتفانية خطايانا و عاهاتنا ترفعنا إليك وتنجينا، قدمت لنا ذاتك بالفداء حتى الموت على خشبة الصليب من أجل خلاصنا. اغمر يا طفل المغارة قلوبنا وعقولنا بسلامك وخيرك وأمانك.

أيها الطاهر القدوس

أنت هو نبع الحب الحقيقي النقي العذب، فكل حب خارج عنك هو حب ناقص مشوّه، تسوده الأنانية والطمع وحب الذات. أعط يا طفل المغارة نفوسنا وعقولنا الحكمة. امنح السلام يا أيها القدوس في كل الأوطان وخاصة في شرقنا الجريح، الذي مسّه إبليس بشرّه ومكره وخبثه، فجعل منه مكان تعمّه الفوضى ويسوده الإجرام وتكثر فيه الثورات الدموية الحروب والإرهاب، تضطهد كنيستك ويقتل أولادك ويهاجر أتباعك وتدمر معابدك.

أعط يا ربي يسوع السلام والأمان إلى لبنان وكل الأوطان وبارك كل إنسان يسعى إلى السلام. بارك يا رب الشعوب التواقة إليك وأولئك التائهون لكي يعودوا يهتدوا إلى قلبك الرؤوف المحب. بارك يا طـفل المغارة رعاة الكنيسة والقائمين علينا لكي يرعوا شعبك بكل صدق وأمانة، ويبشرون بإنجيلك بين كل الأمم بدون خوف أو هلع.

لتكن يا رب هذه السنة سنة السلام والإيمان

سنة النهضة والتحرير، سنة الانطلاق والالتقاء بك. سنة لخير كل الشعوب. علّمنا يا طفل المغارة أن نحب مثلما أحببتها. ساعدنا يا يسوع لكي نسير بِطْرِيق حبك المقدس الخالي من الدنس وحب الذات، التائق إليك.

أيها الطفل البريء اروي نفوسنا من نبع محبتك لكيلا نعود ونعطش إلى ماء العالم ومجده الباطل. كمّلنا يا يسوع بفيض حبك واغمرنا بحنانك ونعمتك. وارفعنا إليك. واجذب إليك نفوسنا وأنر ببهاء نور وجهك القدوس قلوبنا وعقولنا. قدّسنا طهّرنا باركنا واسكنا ملكوتك السماوي.

ولك يليق المجد والإكرام والسجود والتسبيح الآن وكل آن وإلى أبد الآبدين… آمين
ميلاد مجيد للجميع

توصيات

في هذا العيد، لنُعِد قلوبنا لاستقبال السلام الذي يمنحه لنا يسوع. دعونا نكون مصدر فرح لمن حولنا، ونساعد المحتاجين، ونمد يد العون لمن يعانون. علينا أن نكون سفراء للحب والسلام في مجتمعاتنا، ونعمل على تعزيز قيم التسامح والتآخي، خاصة في المناطق التي تعاني من النزاعات. لنحاول أن نكون مثالًا يُحتذى به في محبتنا للآخرين، ولنضع نصب أعيننا أهمية التواصل والتعاون في سبيل بناء عالم أفضل.

دعونا نستغل هذه الفترة لنفكر في كيفية عمل الخير، ولنحاول أن نكون جزءًا من الحلول، لا من المشكلات. لنستقبل العام الجديد بعزيمة قوية على نشر المحبة، ولنصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الآخرين.

اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك
اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك

الخاتمة

لنرفع قلوبنا وأيدينا إلى الله، ونسأله أن يغمرنا بسلامه، ويبارك شعوب العالم جميعًا. ليكن عامنا الجديد عام السلام والإيمان، والسنة التي نلتقي فيها بيسوع، الطفل البريء الذي جاء ليعطينا الحياة.

ليكن ميلاد يسوع رمزًا للتجديد، وليعلّمنا أن نحب كما أحب، ونعيش في طاعة لمشيئة الله. ولنجعل من قلوبنا مهدًا للسلام، ولتكن هذه الدعوة دليلاً لنا في كل خطواتنا. لنستقبل كل يوم كفرصة جديدة لنكون مصدر نور، ولنجعل من حب يسوع محور حياتنا. آمين.

 

المزيد من التأملات الروحية

اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك

downloadsoft.net

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 4.6 / 5. Vote count: 33

No votes so far! Be the first to rate this post.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

14 + تسعة =

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock