البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس

4.5
(22)

“البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس!” (أفسس 6: 10، 11).

مقدمة

محاربات الشيطان كثيرة وتظهر بصور وسلوكيات عديدة بالأخص في السنوات الأخيرة، فإننا نرى بشكل شبه يومي العنف، الغضب، البطش، الهيمنة، الكبرياء، الحقد، النميمة، الكذب، النفاق، الغش، الرشوة، التحايل، التلاعب، شهادة الزور، الخيانة، عدم الأمانة، الأنانية، الجشع، الطمع، الطائفية، التعصب، الانحياز، عدم الوطنية، البطالة. الإدمان، الفقر، الأمراض، الأوبئة، الجهل، الكوارث، الاضطهاد، الانتقام، الحروب، القتل، الاغتيال، محاربة المسيحيين، شراء أراضي المسيحيين، الثورات، قطع الرؤوس، قطع الطرقات، حرق الكنائس، اغتصاب البنات المسيحيات، اغتصاب السلطات، هيمنة على المؤسسات. وغيرها الكثير.

كل هذه الضيقات والكوارث والأعمال الشريرة والسلوكيات الشنيعة تعود في المقام الأول إلى هيمنة روح الشرّ والشيطان على الإنسان وهذا ما يدفعه للقيام بكل هذه الأفعال السيئة بحقه وبحق الآخرين.. كيف نواجه محاربات الشيطان وما هو السبيل لكسر قوة الشرّ؟ في الأسطر القليلة التالية من هذه المقالة سوف نتعلم سويا كيف نستخدم سلاح الله الكامل وما هو هذا السلاح؟

 

القوة دائمًا في الرب

البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس!» (أفسس 6: 10، 11). إن القوة دائمًا هي «في الرب» وليست فقط مِنه، والعدو يحاول أن يفصلنا عن الرب المصدر الوحيد للقوة، فبدونه لا نقدر أن نفعل شيئًا. وقد قال الرب لبولس: «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمَل» (2 كورنثوس 12: 9).

ثم يُرينا مملكة الشيطان الضخمة والمُنَظَّمة التي تشمل الرؤساء والسلاطين والولاة وأجناد الشر الروحية في السماويات (أفسس 6: 12). هذا التنظيم الهائل يقف ضد المؤمنين لإعاقتهم عن التمتع ببركاتهم الروحية ولتحطيم شهادتهم. من أجل هذا علينا أن نحمل سلاح الله الكامل لكي نقدر أن نقاوم في اليوم الشرير (ع 13). أي إننا يجب أن نلبس هذا السلاح باستمرار، وأن نحمله في وقت الجهاد.

والمقصود بـ «اليوم الشرير» هو كل الفترة الحاضرة وحتى ظهور المسيح بالمجد والقوة للدينونة والمُلك والقضاء على الشيطان وأعوانه. ولكن أيضًا هناك أيام يُشدِّد فيها العدو هجومه ضد المؤمن مثلما حدث مع يوسف في بيت فوطيفار (تكوين 39)، ومع إيليا عندما هرب من إيزابل (1 ملوك 19)، ومع أيوب يوم حَلَّت به النكَبَات (أيوب 1، 2)، ومع بطرس يوم أنكر الرب (متى 26).

البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس
البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس

«وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا» (ع 13). فعلينا أن نستمر ثابتين وساهرين لأن النصرة في موقعة لا تعني النصرة في كل موقعة، والعدو لن يَكُف عن الهجوم. ويجب أن نعرف أن لحظات الخطر هي لحظات ما بعد الانتصار حيث الميل الطبيعي للاسترخاء.

وهناك أمثلة ترينا خطورة النكسة بعد جولة تحقَّق فيها الانتصار مثل: أريحا وعي (يشوع 6، 7)، إيليا (1 ملوك 18، 19)، داود (2 صموئيل 10، 11). ثم نأتي إلى أجزاء «سلاح الله الكامل» الذي يتكون من 7 قطع، ليس فيها ما يحمي الظهر، فليس في فكر الله التراجع والتقهقر. وفقدان أحد الأجزاء سيُعطي الفرصة للعدو للهجوم على هذه النقطة الضعيفة، لذا يجب أن نلبس كل قطع السلاح.

 

1- منطقة الحق

وهي تشد وسط المحارب وتُشدِّد عزيمته. إنها تُلبَس على الحقوين؛ أي تضبط وتتحكم في العواطف والمشاعر الداخلية طبقًا لكلمة الله وماذا يقول الكتاب. هكذا كان دانيال الذي جعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه طبقًا للشريعة (لاويين 11).

 

2- درع البر

وهو يحمي القلب الذي منه مخارج الحياة. إنه يعني حياة البر العملي في كافة العلاقات، والاحتفاظ بالضمير الحساس والمُدَرَّب الذي بلا عثرة أمام الله والناس. وهذا ما نراه في يوسف الذي رفض الخطية وقال: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله» (تكوين39: 9).

 

3- حذاء إنجيل السلام

وهو جزء هام للتحرك على أرض المعركة الخشنة. وحياة البر العملي ستجعل الشخص دائمًا في سلام مع نفسه ومع الآخرين، ويواجه الضغوط والصدمات والتجارب بضمير هادئ ومستريح مهما كانت الظروف من حوله. وهذا ما حدث مع الشونمية التي استطاعت أن تقول: «سلام» رغم موت ابنها الوحيد (2 ملوك 4)، وهو عكس ما حدث مع أرملة صِرفة (1 ملوك 17).

 

4- تُرس الإيمان

إنه الثقة في صلاح الله مهما كَثُرت التجارب. وهذا ما نراه في أيوب (أيوب 1، 2) الذي أحنى رأسه خاضعًا وقائلاً: «الخير نقبل من عند الرب والشر لا نقبل؟!»، وذلك عندما حَلَّت به النكَبَات، فلم يخطئ ولم ينسب إلى الله جهالة ولم يشك في صلاحه. فيجب أن نثق أن الله لا يخطئ، وهو بار ورحيم وحكيم في كل ما يفعل، حتى لو لم نفهم الآن ما هو يصنع.

البسوا سلاح الله الكامل
البسوا سلاح الله الكامل

5- خوذة الخلاص

وهي اليقين بالخلاص الذي صنعه الرب بموته على الصليب، وبالضمان الأبدي لنا حيث لا دينونة علينا. هذا يحمي الفكر من الشكوك ويعطي الراحة والسلام من جهة الأبدية، ويجعل الرأس مرفوعًا أمام العدو. وهذا ما نراه في بولس الذي كان عنده اليقين من الخلاص الكامل في كل المراحل، وفي القادر أن يُخَلِّص إلى التمام. وحتى عند استشهاده قال: «وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويُخَلِّصني لملكوته السماوي» (2 تيموثاوس 4).

 

6- سيف الروح الذي هو كلمة الله

الروح القدس هو الذي يستخدم الكلمة كأقوال الله الحَيَّة والمُناسِبة في المواقف المختلفة. وهذا ما حدث مع الرب يسوع في تجربته من إبليس في البرية حيث كان يرد على العدو بالمكتوب. ونحن يجب أن نعرف المكتوب ويتأصل فينا ونستخدمه في مواجهة العدو في تجاربه معنا.

 

7- الصلاة

السلاح الكامل لا يجعلنا نستقل عن الله، بل بروح الاتكال الكامل نستعمله، وهذا ما تعنيه الصلاة. فهي الشعور الدائم بضعفنا واحتياجنا إلى الرب وثقتنا المطلقة فيه. والصلاة في الروح تعني أن نصلي تحت سيطرة الروح القدس الذي يُنشئ فينا الطلبات والتضرعات. وعلينا ليس أن نصلي فقط عند الضرورات والتجارب بل في كل وقت ونسهر لهذا عينه بكل مواظبة وطلبة.

وأخيرا بهذه القوة، لا تكون لنا روح الفشل ولا روح الاستسلام. ولا تكون لنا روح التخاذل، ولا روح اليأس، لأن الله الذي نعتمد عليه قادر أن يحمينا في كل حروب الشياطين. بهذه القوة استطاع القديس بولس الرسول أن يقول “حاربت وحوشًا في أفسس” (1 كو 15: 32). وبهذه القوة استطاع أن يقول “إن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة” (2 تي 1: 7). لذلك أولاد الله لا يضعفون أبدًا في حروبهم. ” البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس!” (أفسس 6: 10، 11).

من تعاليم الكنيسة المقدسة

 

المزيد من التأملات الروحية

البسوا سلاح الله الكامل

lightbook.org

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 4.5 / 5. Vote count: 22

No votes so far! Be the first to rate this post.

مقالات ذات صلة

المعنى العميق للكلمات السبع الأخيرة ليسوع المسيح على الصليب

المعنى العميق للكلمات السبع الأخيرة ليسوع المسيح على الصليب

4.4 (27) الكلمات السبع الأخيرة ليسوع المسيح على الصليب (آية الكتاب المقدس) المعنى العميق للكلمات
تقنيات إدارة الاكتئاب للوقاية من الانتحار: أفضل الممارسات

تقنيات إدارة الاكتئاب للوقاية من الانتحار: أفضل الممارسات

4.6 (24) تقنيات إدارة الاكتئاب للوقاية من الانتحار: أفضل الممارسات الاكتئاب هو اضطراب عقلي شائع
صلاة طلب معونة الله عند التجارب والمحن

صلاة طلب معونة الله عند التجارب والمحن

4.5 (22) صلاة طلب معونة الله عند التجارب والمحن أهـدني يا رب طـريقا أبديا واسندني
شكرا يا رب على نعمك التي لا تعد ولا تحصى

شكرا يا رب على نعمك التي لا تعد ولا تحصى

4.6 (25) شكرا يا رب على نعمك التي لا تعد ولا تحصى شكرا لك يا
أقوال القديس أنطونيوس الكبير عن الحياة والإيمان

أقوال القديس أنطونيوس الكبير عن الحياة والإيمان

4.5 (23) أقوال القديس أنطونيوس الكبير عن الحياة والإيمان أقوال القديس أنطونيوس الكبير: نصائح لحياة
توبي يا مدينة نيويورك ويا كل الأرض لأن نهاية كل شيء قريبة!

توبي يا مدينة نيويورك ويا كل الأرض لأن نهاية كل شيء قريبة!

4.4 (29) توبي يا مدينة نيويورك ويا كل الأرض لأن نهاية كل شيء قريبة! هذا

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock