الحب العجيب يصنع المعجزات – قصة حقيقية لفتاة حاربت الشلل

4.5
(29)

الحب العجيب يصنع المعجزات – قصة حقيقية لفتاة حاربت الشلل والعجز ورسمت أجمل اللوحات

قصة حقيقية

في مياه خليج “تشيسابيك Chesapeake” عند غروب الشمس قفزت الفتاة الأمريكية “جوني اريكسون – Jony Ericsson” فاصطدم رأسها بشيء قاس وأصيبت بكسر في عنقها سبب لها شلل كلى في جميع أعضاء جسمها ماعدا رأسها ابتداء من العنق وإلى أسفل أصبحت غير قادرة على الاهتمام بأبسط حاجاتها الشخصية وكان محتوم عليها أن تبقى بقية حياتها عالة على الآخرين في كافة الوظائف الجسدية. ان قصة هذه الفتاة نادرة من نوعها أنها قصة صراع شابه مع المرض الذي أصابها وهي في ريعان شبابها وربيع عمرها.

الحب العجيب يصنع المعجزات - قصة حقيقية لفتاة حاربت الشلل
الحب العجيب يصنع المعجزات – قصة حقيقية لفتاة حاربت الشلل

إذ كانت في ال17 من العمر أجريت لها العمليات الجراحية وأحدثوا ثقوب في الجمجمة وانغرست الكماشات في رأسها إلى اللحم والعظم وكانت راقدة على قطعة من الخيش معلقة من زواياها الأربع وتتدلى من جسمها أنابيب استخراج البول وأخرى لنقل الغذاء وكانت ترقد أما ناظرة إلى الأرض أما ناظرة للسقف فقد كانوا يقلبونها كل ساعتين وتذكرت حالتها التي وصلت إليها في غضون ثوان تغيرت حالتها من النشاط والحيوية إلى العجز التام وعدم القدرة على الحركة وفي وسط كل هذه الآلام والضيقات كان قلبها يناجي ربها ومسيحها.

وذات يوم طلبت من والديها أن يغيبا قليلا لدى زيارتهما لها عندما تكون راقدة ووجهها نحو الأرض فقد كانت تتألم كثيرا حينما تراهما يزحفان على أرض الغرفة في مهانة تحت قطعة الخيش والدعابة على شفاههما رغبة منهما في الترفيه عنها. وأحيانا كانت والدتها تمضي ساعات طويلة تحت قطعة الخيش وهي تمسك لها الكتاب المقدس والكتب الروحية مفتوحة أمامها لتقرأ فيها وذات مرة حضرت صديقتان لها من المدرسة لزيارتها فقالت إحداهما (أووه يا جوني).

وقالت الأخرى “أوه يا إلهي” فساد لفترة من الوقت صمت مربك لفترة من الوقت سمعتهما تركضان في اتجاه الباب وسمعت إحداهما تتقيأ خارج الحجرة بينما كانت الأخرى تتنهد بصوت مرتفع فطلبت جوني بإصرار مرآة لترى وجهها وعندما نظرت صرخت ” إنه مروع”.

إن الصورة التي رأتها في المرأة لا تشبه صورة إنسان عينين غائمتين محتقنتين قد غارتا في محجريهما لقد هبط وزنها من 80:125 رطلا فبدت أشبه بهيكل عظمي مغطى بجلد اصفر إصابة اليرقان واكد رأسها الحليق غرابة مظهرها ورأت أسنانها سوداء فاحمة بتأثير تناول العقاقير..

هي نفسها تملكها الغثيان وكانت نتيجة الرقاد لشهور طويلة حدوث قروح في جسدها وذات مرة رفعت قلبها إلى الله بعد أن سمعت قول الوحي الإلهي وهم يقرأون لها “احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا”.

الحب العجيب يصنع المعجزات - قصة حقيقية لفتاة حاربت الشلل
الحب العجيب يصنع المعجزات – قصة حقيقية لفتاة حاربت الشلل

فتساءلت: ماذا يريد أن يقول لي الله أنا الفتاة السجينة المغلق عليها غير القادرة على الحركة ثم أعلنت تحديها للضعف واضعة أمامها قول المزمور: “الرب يعضده وهو على فراش الضعف”(مز3:41) فقامت بتعلم الرسم والكتابة بفمها وخلال ساعات الليل كانت تتخيل يسوع واقفا بجوارها تتخيله شخصا قويا مواسيا ذات صوت عميق كثير الطمأنينة يقول لها: “ها أنا معك دائما إنني أعمل في حياتك بصورة أفضل حتى وإن كنت مقعدة”.

رسمت لوحات كثيرة بفمها مستخدمة العدو الوحيد المتحرك في جسدها وهو رأسها وأخذت توقع على رسوماتها بعبارة “مجدا للرب “. وقد وضعت في اعتبارها أن ما وقع لها كان جزءا من مخطط الله لحياتها. وذات مرة زار “نيل ميلر” عضو هيئة تأمين والدها وأعجب بلوحاتها فأخذها وأقام لها معرضا. وفي صبيحة يوم العرض أقفل الشارع الذي به المعرض من كثرة السيارات والناس الذين أتوا لزيارة المعرض وعلى واجهة المبنى ينتشر شعار كبير يعلن عن “يوم جوني إيركسون”.

وكان هناك حشد من مصوري التليفزيون وطلبت إليها وكالات الأنباء الحديث إلى الجماهير وعقدوا معها لقاءات كثيرة وكانت تتحدث عن المسيح وتبشر باسمه وتكلمهم عن الأبدية السعيدة ليصل حديثها إلى ملايين البشر انطلقت وهي على كرسيها تؤلف مراجع تعتبر مصدر تعزية لكل من يجتازون الألم وتخدم الناس بقوة وهي غير قادرة على تحريك ذراعيها ورجليها.

لكن في داخلها قلب يتحرك بشحنات الحب المتدفق أمسكت فرشاة ألوانها بأسنانها ترسم بها لوحات من روائع الفن العالمي عاشت حب متبادل مع زوجها وفي حب فائق للبشرية كلها هكذا سارت على طريق البناء الجديد حتى كسبت طريقا جديدا للحياة في بطولة فريدة من نوعها على كرسيها المتحرك وأجهزتها الصناعية المثبتة حيث الأعضاء معطلة جلست تبتسم للحياة وتعيش في بهجة وهي ترجع كل شيء لعظمة الله، وكان لجوني دورها في الكثير من الحملات التبشيرية وطلبت إليها عشرات الكنائس والمنظمات المسيحية إلقاء بعض الأحاديث لشعبها… أن بمعرفة جوني لله صار للحياة هدف قوى خاضت معركتها وانتصرت

الحب العجيب يصنع المعجزات - قصة حقيقية لفتاة حاربت الشلل
الحب العجيب يصنع المعجزات – قصة حقيقية لفتاة حاربت الشلل

خلاصة القصة

قصة هذه الفتاة توضح لنا أن هناك شخصا يرسم الأبدية وقصة صراع هذه الشابة مع المرض الذي أصابها في ريعان شبابها تذكرنا بقول: “لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارجي يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما” أن أولاد الله لا ينكسرون تحت الضغوط والصدمات والتجارب ولا يجعلون اليأس يحطمهم عليك أيها الحبيب أن تقبل وتقتنع بحياتك من حيث هي وتبدأ المسيرة من جديد التي تتفق مع ما أنت فيه من حال وأنت أيها الحبيب إن كان نور المسيح قد أشرق في قلبك فاعلم أنه لو انطفأت شموع العالم كله فتكفي شمعة قلبك لتضيء لك الطريق.

عن كتاب قصص مسيحية قصيرة – قصة حقيقية من واقع الحياة – سانت تقلا

الحب العجيب يصنع المعجزات – قصة حقيقية لفتاة حاربت الشلل

 

المزيد من القصص

lightbook.org

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 4.5 / 5. Vote count: 29

No votes so far! Be the first to rate this post.

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock