الحب العظيم مع التواضع والشجاعة قادر أن يكسر شموخ البخيل
الحب العظيم مع التواضع والشجاعة قادر أن يكسر شموخ البخيل
قصة واقعية
تختبرها في الحياة مع الكثير من المواقف والأحداث المشابهة التي تميز الشر عن الخير، والحب عن البغض، والكرم عن الأنانية، وحب النفس عن الكبرياء، والبساطة عن الغرور والتعالي. هل يعقل أن الحب العظيم مع التواضع والشجاعة قادر أن يكسر شموخ البخيل المغرور؟! أتزككم مع هذه القصة المشوقة.
كان سامر رجلاً غنياً، لكنه كان متكبراً بخيلاً، يخافه الجميع لسوء خلقه، وبينما كان يسير ذات يوم في السوق اصطدم بحمّال يحمل على ظهره جرة كبيرة مليئة بالصبغ (مادة لتلوين الثياب) فاختل توازن الحمّال، وسقطت الجرة على الأرض، فانكسرت وتناثر الصباغ على ثياب سامر فلما رأى سامر ما حلّ بثوبه انهال ضرباً على الحمال، والجمال المسكين يعتذر منه ويستغيث بالنسا، ولا أحد ينصره، فالكل يخاف سامر.
وسمع أسامة صراخ الحمال، وكان شاباً كريماً شجاعاً، يعمل في متجر والده، فأسرع لنجدة الحمّال، وأمسك سامر بقوة وقال له: اتق الله، لا يحق لك أن تضرب أحداً بغير حق. فقال سامر لأسامة: ألا ترى يا أعمى؟ لقد أتلف هذا الأحمق ثوبي بالصبغ الذي كان يحمله. فقال أسامة حدث ذلك بدون قصد منه، وسيدفع لك ثمن الثوب، فلا تضربه. ضحك سامر وقال: وهل يستطيع هذا الحمال الفقير أن يدفع ثمن الثوب؟ إنه يساوي مائة دينار ذهباً.
ثمن الثوب مائة دينار ذهباً
سقط الحمال مغشياً عليه عندما سمع ذلك، فهو لا يملك حتى عشرة دراهم فضية. وحاول الجميع أن يقنع سامر بأن يسامح الحمّال، ويرحم حاله، لكنه رفض، فأسرع أسامة إلى متجر والده، وأحضر مائة دينار، وأعطاها لسامر “فرح سامر” لأن ثوبه لا يساوي هذا المبلغ، ولكن لما أراد أن ينصرف، جذبه أسامة بشدة وقال: قد قبضت الثمن، وأريد ثوبي. فقال سامر مستغرباً: حسناً، أذهب إلى البيت، وأخلع الثوب وأرسله لك مع الخادم.
ولكن أسامة أمسك بثيابه وجرّه بقوة وقال: قد رفضت أن ترحم هذا المسكين فاخلع ثوبي الآن. ووقف الجميع مع أسامة، فاحتار سامر ماذا يفعل فهو يريد المال، ولكنه لا يستطيع أن يخلع ثوبه أمام الناس، فنظر إلى أسامة شرزاً (بحقد واحتقار) وقال: حسناً، سأشتري الثوب بمائة دينار.
ولم يقبل أسامة وقال له: إما أن تعطيني ثوبي الآن، أو تدفع ثمنه مائتي دينار في الحال. فقد سامر عقله وأخذ يصيح: كيف تبيع ثوباً بمائتي دينار، وقد اشتريته بمائة؟ وظل يرجو أسامة أن يقبل المائة دينار ويتركه لينصرف.
فقال أسامة: إما أن تعطيني الثوب الآن، أو تدفع قيمته مائتي دينار أو تعتذر من الحمال، عندئذ سأسامحك. ازدادت حيرة سامر البخيل، فهو جبان لا يستطيع أن يضرب أسامة الشاب القوي ابن التاجر الكبير، كما أن الحاضرين سيشهدون بما حدث، وهو بخيل جداً ولا يمكن أن يدفع مائتي دينار ثمناً للثوب، فلم يجد سامر إلا أن يعتذر للحمال ويعطيه عشرة دنانير تعويضاً عن إهانته، وانصرف ذليلاً ملطخ الثياب.
المصدر: كتاب قصص مسيحية قصيرة
المزيد من القصص
- هل يعقل أن الحمام المشوي يطير؟! معجزة حصلت مع راهب قديس
- الدنيا مليئة بالأمل عندما تنفض الغبار عن عينيك – قصة وعبرة
- إنه كتاب ذو قوة جبارة قادرة على تغيير وجه الحياة إلى الأفضل
- هل سألت نفسك يوماً ما هي الصخور الكبيرة في حياتك
- الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر ينادي بالمساواة بين البيض والسود
- عالم الفيزياء نيلس هنريك دافيد بور Niels Henrik David Bohr
- نحو الصليب ندرك إمكانية تقديس الفكر وكل الحياة