أحد الشعانين – دخول السيد يسوع المسيح إلى أورشليم
أحد الشعانين – دخول السيد يسوع المسيح إلى أورشليم
هوشعنا لابن داود، هذا هو النداء الذي أطلقه الأطفال والمساكين والضعفاء. هؤلاء الناس الذين لا يريدون أن يكونوا متفرجين على يسوع، بل أناس يدعمون رسالة يسوع ومبدأ يسوع. موكب يسوع اليوم هو موكب الخلاص. الله يدخل إلى قلب الإنسان ببساطة، يأتينا برأفة وطيبة.
يأتينا بهتاف الخلاص، يحمل بين ثناياه الخلاص، وليس هتاف خلاص كاذب، كما نرى اليوم في أيامنا، الكثيرين يعدوننا بالخلاص، ولكن أي خلاص، فالذين يدعوننا للخلاص هم أنفسهم محتاجين إلى الخلاص. ولكن، الحاجة دائما هي إلى واحد، إلى يسوع، هو فقط يدعونا إلى خلاص حقيقي، لا بل هو نفسه، الخلاص.
يسوع هو ملك، ملك السلام، ويدخل إلى أورشليم
المدينة التي لم تعرف السلام
وموكب يسوع أبداً لا يخيف، لا وجود لجنود ولا لحراس ولا لدبابات، بل حمار وأغصان الزيتون وسعف النخيل رمزا للسلام والفرح. هذه هي علامات ملك متواضع ومسالم. يسوع لم يرد في موكبه لا جنود ولا حراس ولا لأي رمز من رموز العنف، هو يريد العميان والخرس والمجروحون والعشارون والبرص، وكل الخطأة، كل إنسان شفاه يسوع يسير في الموكب. يسوع يريد رسلاً مبشرين بالسلام.
كثيرون كانوا على الطريق إلى أورشليم وكثيرون رفعوا الأغصان وهتفوا للملك… ولكن هؤلاء كلهم تراجعوا ليتركوا يسوع في ساعة الألم… وآخرون رفعوا أصواتهم ليصلب، وآخرين أنكروه، ولم يبق معه إلا النفر القليل الضعيف الذي لا يقوى إلا على البكاء وبصمت.
جميعنا يخاف من الملوك، فهم حكام يتسلطون بحزم وعنف على البشر، وكثيرا ما يعذبونهم ويضهدونهم ظلماً. ولا يهتمون إذا ما نام الكثيرين جائعين وليس لهم لقمة للعيش… لكن ملكنا يختلف، فهو محب، لا يزعجنا بطلباته، بل يأتينا متواضعاً ويحما مخاوفنا ويفهمنا ويغفر لنا خطايانا، يهتم بنا.
إذا أردنا أن نسير مع يسوع في موكب الشعانين، يجب أن نجعله يدخل قلوبنا شافياً لنا جروحاتنا وعاهاتنا وتشوهاتنا. لكل واحد منا أورشليم خاصة، هي قلبه. ويسوع، لازال إلى اليوم راكباً الحمار ينتظر الدخول إلى أورشليم كل واحد منا، فإلى جانب من سنقف اليوم: إلى جانب الأطفال المنشدين والمبتهجين، أم إلى جانب الفريسيين الغاضبين؟ ولنتذكّر، إن لم نرتل نحن، فترتل الأحجار وتعلن ملكوت الله.
تأملات روحية
مواضيع ذات صلة
- نور الأنوار المقدس يضيء قلوب المؤمنين
- من هو القديس فالنتين St. Valentine وما هي حقيقة عيد الحب؟
عشية القيامة نخاف مفاجآت الله! وهو يفاجئنا دومًا!