الإنسان هو من يحيا بالضمير
الإنسان هو من يحيا بالضمير وإن مات ضميره تصبح حياته بلا قيمة أو جوهر، فيصبح عبارة عن صخر جامد دون مشاعر ولا قلب!
عندما يموت الضمير
يحيا الإنسان بالحب ومن مات فيه الوجدان وانتحر به الضمير تطاله الأفكار السامة المزدوجة بسلوكيات هذا العصر المادي الشهواني! مما يجعله بعيداً عن القيم والمبادئ السامية والإنسانية وتصبح حياته معارضة لكل القيم والمبادئ الإلهية!
ماذا يحدث في عالمنا اليوم؟
إنسان اليوم لم يعد واضحاً شفافاً، صادقاً، لقد هاجرته الشفافية تركه الصدق وبعدت عنه العفة، أصبح مزدوجاً غير مبال، أناني متسلط، همه المال وامتلاك الأشياء هل هو انسلخ عن الإنسانية أم الإنسانية انسلخت عنه؟ هل ترك أمواج وبحور هذا العالم تقذف به إلى صخور تحطمت عليها إنسانيته وأفقدته سرّ كينونته ووجوده؟
إن تابعنا الأحداث حولنا! فلا نسمع إلا مشاكل تتوالى على البشرية، الكثير من الويلات أولها الحروب، السلوكيات الفاسدة، كوارث الطبيعة، الإرهاب، اضطهاد الأقليات وذبحهم، التعدي على الرموز الدينية وهدم بيوت الله، قتل الطفولة دون رحمة ولا شفقة، الهجرة، البطالة، الفقر وغيرها الكثير! يعود سبب كل هذه الويلات لأن الإنسان بالحقيقة انسلخ عن إنسانيته، باع ضميره وبات مرهونا مستعبداً لأفكار شيطانية هدامة تدفعه لكل هذه الأفعال!
هل لكل هذه الأفعال مبررات وما هي؟
نهرب من إنسانيتنا ونبيع ضميرنا!؟ أم تنصاع إلى عالم المادة المال والجنس؟ هل نهجر عفتنا وأخلاقنا ونسافر إلى عالم الشهوات والفسق!؟ هذا ما فعله الكثيرين من الذين هجروا إنسانيتهم، غادروا بعيداً خلعوا عنهم ثوب الشهامة والفضيلة! يصطنعون لهم ثقافات مزيفة لكي يبنوا عليها أساس هش لجيل المستقبل!
يا من هجرتك الوجدانية وهرب منك الضمير! فقد تحول إنسانك إلى مجرد كومة حجارة خالية من المشاعر! وبهذا أصبح ضميرك مجرد حجارة ترمي به كل ما هو جميل ورائع من حولك، أصبحت إنسانيتك ملطخة مشوهة زائفة رخيصة تعيش في كهوف ودهاليز الماضي ووهم المستقبل!
هل البشرية تقف عند إنسانيتها وتعطي للوجدان حقه؟
أم أصبح كل إنسان يعيش على هواه ويسير حسب ميوله وغرائزه! لكي يفرض أفكاره المنحرفة على الآخرين وينثر بذور سمومه القاتلة الخبيئة في عقول هذا الجيل!
إن قيمة الإنسان هي بذاته! فالذات هي عطية من الله! فلو أحب واحترم هذه الذات لأصبحت حياته معزوفة سماوية وأصبح هو لحن السماء وتحوّل جفافه إلى ينابيع تتدفق فيها جداول الحب والخير، وتحوّلت السنين التي أكلها الجراد إلى طعم عصير الرمّان تلوّنها ألوان الربيع الزاهية وترفرف حولها عصافير الحب والجمال.
الإنسان هو من يحيا بالضمير