التفت وانتبه كي لا ترمى بحجر

4.3
(24)

التفت وانتبه كي لا ترمى بحجر

أنا متأسف جدا يا سيد

بينما كان أحد رجال الأعمال، سائرا بسيارته الجديدة، في إحدى الشوارع، ضُرِبت سيارته بحجر كبير من على الجانب الأيمن. نزل ذلك الرجل من السيارة بسرعة، ليرى الضرر الذي لحق بسيارته، ومن هو الذي فعل ذلك. وإذ به يرى ولدا يقف في زاوية الشارع، وتبدو عليه علامات الخوف والقلق.

اقترب الرجل من ذلك الولد، وهو يشتعل غضبا لإصابة سيارته بالحجر الكبير. فقبض عليه دافعا إياه إلى الحائط وهو يقول له. يا لك من ولد جاهل، لماذا ضربت هذه السيارة الجديدة بالحجر، إن عملك هذا سيكلفك أنت وأبوك مبلغا كبيرا من المال.

التفت وانتبه كي لا ترمى بحجر
التفت وانتبه كي لا ترمى بحجر

أنا متأسف جدا يا سيد

ابتدأت الدموع تنهمر من عيني ذلك الولد وهو يقول “أنا متأسف جدا يا سيد” لكنني لم أدري ما العمل، لقد أصبح لي فترة طويلة من الزمن، وأنا أحاول لفت انتباه أي شخص كان، لكن لم يقف أحد لمساعدتي… ثم أشار بيده إلى الناحية الأخرى من الطريق، وإذ بولد مرمى على الأرض.

ثم تابع كلامه قائلا… إن الولد الذي تراه على الأرض هو أخي، فهو لا يستطيع المشي بتاتا، إذ هو مشلولا بكامله، وبينما كنت أسير معه، وهو جالسا في كرسي المقعدين، اختل توازن الكرسي، وإذ به يهوي في هذه الحفرة. وأنا صغير، ليس بمقدوري أن أرفعه، مع إنني حاولت كثيرا. أتوسل لديك يا سيد، هل لك أن تساعدني عل رفعه، لقد أصبح له فترة من الزمن هكذا، وهو خائف جدا. ثم بعد ذلك تفعل ما تراه مناسبا، بسبب ضربي سيارتك الجديدة بالحجر.

لم يستطع ذلك الرجل أن يمتلك عواطفه، وغص حلقه. فرفع ذلك الولد المشلول من الحفرة وأجلسه في تلك الكرسي، ثم أخذ محرمة من جيبه، وابتداء يضمد بها الجروح، التي أصيب بها الولد المشلول، من جراء سقطته في الحفرة. بعد انتهاءه سأله الولد، والآن، ماذا ستفعل بي من أجل السيارة…؟ أجابه الرجل لا شيء يا ابني لا تأسف على السيارة لم يشأ ذلك الرجل أن يصلح سيارته الجديدة، مبقيا تلك الضربة تذكارا عسى أن لا يضطر شخص آخر أن يرميه بحجر لكي يلفت انتباهه.

 

صديقي

إننا نعيش في أيام، كثرت فيها الانشغالات والهموم، فالجميع يسعى لجمع المقتنيات، ظنا منهم، بأنه كلما ازدادت مقتنياتهم، ازدادت سعادتهم أيضا. بينما هم ينسون الله كليا. إن الله يكلمنا لعلنا ننتبه. فيكلمنا بالبحبوحة، فلا نسمع، يكلمنا بإعطائنا الصحة، فلا نلتفت لنشكره، يكلمنا كثيرا جدا بصوت خفيف وهادئ. لكن ليس من مجيب… فيضطر الله أن يكلمنا بالمرض أحيانا، وبالأمور القاسية لعلنا ننتبه.

قال الرب يسوع: ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. وليس هذا قسوة من الله أو عقاب… بل هو حبه الفائق للإنسان ورغبة في خلاصة وتوريثه الحياة الأبدية… فإلى متى تنتظر أن يحدث معك كارثة أو فعل أو شيء جسدي أو حالة ضيقة صعبة أو أي مشكلة أي إن كانت. حتى ترجع إلى أبوك السماوي. فلماذا نتباطأ لماذا نتكاسل. إن الله يكلمك ويطلب منك، أن تتوب عن خطاياك. فهل أنت منتبه؟

المصدر: عن كتاب قصص مسيحية قصيرة سانت تكلا

 

المزيد من القصص

التفت وانتبه كي لا ترمى بحجر

lightbook.org

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 4.3 / 5. Vote count: 24

No votes so far! Be the first to rate this post.

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock