الحياة الحقيقية في الله هي مواجهة الشر بالحب

4.5
(28)

الحياة الحقيقية في الله هي مواجهة الشر بالحب

“بدوني تحيون كما العالم، أما معي فتحيون كما في السماء. بدوني تكون خصالكم خصال العالم، أما معي فخصالكم تصير خصالي. ابقوا في، تجذروا في، لا تتجاهلوا عطيتكم أبدا، ولأكن الأول لديكم وامنحوني وقتكم.”

 

ما هي الروحانية الثالوثية للحياة الحقيقية في الله؟

أولا وقبل كل شيء، “الحياة الحقيقية في الله” هي أن نكون متشوقين للقاء الله والتعرف إليه كما هو حقيقة. هي أن نفتح ذواتنا ونقيم علاقة خاصة وحميمة معه.

الحياة الحقيقية في الله هي مواجهة الشر بالحب !
الحياة الحقيقية في الله هي مواجهة الشر بالحب

فبدون هذه الحميمية لا يمكننا أن ندنو منه وسيظل قصيا بعيدا، في مكان ما “هناك في العلى”، ومن هكذا مسافة لا نستطيع أن نحبه. ما يطلبه منا اليوم هو أن نحاوره، ونتحدث إليه ببساطة من القلب إلى القلب، وأن ندخله حياتنا اليومية ونعامله باعتباره أفضل صديق لنا دون أن ننسى أنه قدوس.

 

الحياة الحقيقية في الله

هي أن نتعلم الصلاة دون انقطاع، أي أن نحيا باتحاد كامل مع الرب وفيه بحيث نعيش يوميا كما علمنا يسوع. هي أن نتعلم أن نجري حديثا من القلب إلى القلب مع الله. الوصية الأولى هي أن نكون في صلاة دائمة، لأنها ثمرة محبتنا لله، راغبين أن نكون معه دائما.

وستنتقل هذه المحبة من قلوبنا إلى قلوب جيراننا، فنحبهم، وهذه هي الوصية الثانية. ولأجل هذا، يجب أن تكون لدينا الرغبة في أن نقدم لله إرادتنا يوميا وأن نسلم ذواتنا كليا له، كي نستطيع أن نحيا وأقدامنا على الأرض، أما قلوبنا وأرواحنا ففي السماء.

فيسوع لا يحب الفتور بل يرغب في قلب مخلص. إذا لم نسلم أنفسنا كليا لله، فكأننا نقيد يديه ولا تكتمل مشيئته فينا. يجب أن نجذر أنفسنا كليا فيه. أن نكون منغرسين في الله هو أن نكون مثله وأن نتمثل بيسوع، هو أن نحب الله وأن نحب قريبنا. ولا يمكننا أن نتحدث عن السلام والوحدة دون أن نكون منغرسين في الله.

الحياة الحقيقية في الله هي أن ننشر ملكوت الله وأن نجعل الثالوث الأقدس معروفا. هي أن نستجلي الصور لله أبينا فتناديه أرواحنا “أبا!”.

الحياة الحقيقية في الله هي أن نمارس الإحسان والمحبة التي تسر الله. قال يسوع: “يوم الدينونة ستحاكمون حسب مقياس محبتكم”.

الحياة الحقيقية في الله هي أن نكون شهودا لعظمة العلي ومحبته، فنقول للعالم، إنه رغم نسيانهم لله، فالله، بمحبته ورحمته الصادقتين، لم ينسهم قط. حتى، وإن كنا الأكثر شقاء في العالم، فمحبته لنا تظل بلا حدود.

 

 قال أبونا الأزلي

“… أنت لست يتيما يا ولدي، فأنا أبوك ولست بلا مأوى، فملكوتي ومجدي والحق مأواك. ولست محروما من الطعام، لأنني بيدي أملأ فمك بكلمتي، (…) نعمتي تشملك، ولذا فكل ما أقوم به في هذه الأيام هو لأجل خلاص جيلكم… ”

الحياة الحقيقية في الله هي مواجهة الشر بالحب !
الحياة الحقيـقية في الله هي مواجهة الشر بالحب

الحياة الحقيقية في الله تعني أن نفسح المجال للروح القدس ليحول روحنا إلى جنة، فيصبح نور عيوننا وحافز وجودنا وخفقة أفئدتنا، ضحكتنا وفرحنا والزينة الملكية لروحنا، وأنشودتنا إلى الله الذي هو “النشيد”، وآميننا إلى الله الذي هو “الأمين”. يجب أن نموت عن ذواتنا وأهوائنا التي تحول دون أن يخلص الله أرواحنا من الهلاك ويملأها نعمة ويحولها إلى سماء لتمجد الله.

الحياة الحقيقية في الله هي أن نبقى أمناء للكنيسة أمنا، وتقاليدها. هي أن نصلي لله من أعماق قلوبنا، ونقدم له تضحيات وإماتات وصياما.

 

 الحياة الحـقيقية في الله

هي أن نصبح أبناء لأم الإله، فقلبها الطاهر لا ينفصل أبدا عن قلب يسوع الأقدس، بل هو في اتحاد كامل معه. الحياة الحقيقية في الله هي أن نزور “القربان المقدس” ونكون مع يسوع. ينبغي أن نطلب من الروح القدس أن يهبنا التقوى لنتعلم كيف نعبد “القربان الأقدس”، ونشاهد بمخافة ما هو جسد حقيقي، وغذاء حقيقي، ما هو دم حقيقي وشراب حقيقي.

 

قال يسوع

“… اتكئوا على وأنا أقودكم إلى بيت قرباني، حيث أنتظركم ليلا ونهارا وأقدم ذاتي لكم كل يوم، (…) كل ما أريده هو “الحب”، الحب والعبادة.”

الحياة الحقيقية في الله هي أن نصلي من أجل الوحدة وتوحيد عيد الفصح، لأن هذه هي الرغبة الكبرى لسيدنا يسوع المسيح. يمكننا أن نكون باكورة ثمار الوحدة بالاجتماع والصلاة معا بقلب واحد وصوت واحد.

 

مواجهة الشر بالحب

“أريد منكم التواضع والمحبة، وأن تجعلوا اهتداء قلوبكم أساسا لوحدتكم. ” ليكن شعار “الحياة الحقيقية في الله”: مواجهة الشر بالحب! لأنه – كما يخبرنا يسوع فإن الحب هو جذر شجرة الفضائل. وبدون ذلك الجذر لن تحمل هذه الشجرة أية فضيلة أو ثمرة.” قلب الرب هو الحب وقلب الشريعة مبني على الحب.

“جاء في الكتاب: “لا تدينوا” واللسان هو الأسوأ! فاللسان الذي يتلقى “القربان المقدس هو نفسه الذي يدين وينتقد ويجدف. ولذا يقول يسوع: “أريدكم أن تصوموا وتصوم شفاهكم أيضا!” المسيح يعلمنا كيف نصلي:

 

صلوا بقلوبكم

“سأطلب منكم جميعا أن تتعلموا كيف تصلون: عندما تصلون، صلوا بقلوبكم. أنا أحتاج إلى صلوات تنبع من قلبكم وليس من شفاهكم. لا تصلوا بسرعة، استجمعوا أفكاركم وصلوا ببطء، وأنتم تنظرون إلي. أنا حاضر، دعوا صلواتكم تبلغني. تعلموا أن تكونوا في صلاة مستمرة، لا أقصد بذلك أن تمكثوا ساجدين ساعات متواصلة، كلا، بل فقط بتذكركم حضوري، ستكونون في صلاة مستمرة، وعقولكم سترتفع نحوي.

وكل ما تقولونه، أو تفعلونه، أو تفكرون فيه، سيكون لي إنني بحاجة إلى العبادة والأمانة. أحبوني بلا حدود وارغبوا في. أنا مخلصكم ومعزيكم، لذا تعالوا إلى بلا تردد. فأعزيكم جميعكم، وأمنحكم الرجاء، لذا لا تخففوا صلواتكم، وتضحياتكم، زيدوها بصلاتكم المستمرة.

عن كتاب الحيـاة الحقيقية في الله.

 

المزيد من التأملات الروحية

الحياة الحقيقية في الله هي مواجهة الشر بالحب

lightbook.org

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 4.5 / 5. Vote count: 28

No votes so far! Be the first to rate this post.

مقالات ذات صلة

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock