الكنز الذي لا يفنى ولا يعد ولا يحصى – قصة الملك والخادم
الكنز الذي لا يفنى ولا يعد ولا يحصى – قصة الملك والخادم
قصة الملك والخادم
في يوم من الأيام في مكان ما كان يعيش ملك من الملوك في مملكته وكان يجب أن يكون هذا الملك ممتنا لما عنده في هذه المملكة من خيرات كثيرة ولكنه كان غير راضي عن نفسه وعما هو فيه.
وفي يوم استيقظ هذا الملك ذات صباح على صوت جميل يغني بهدوء ونعومة وسعادة فتطلع هذا الملك لمكان هذا الصوت. ونظر إلى مصدر الصوت فوجده خادما يعمل لديه في الحديقة وكان وجه هذا الخادم ينم على الطيبة والقناعة والسعادة فاستدعاه الملك إليه وسأله: لما هو سعيد هكذا مع أنه خادم ودخله قليل ويدل على أنه يكاد يملك ما يكفيه.
رد الخادم
بأنه يعمل لدى الملك ويحصل على ما يكفيه هو وعائلته وأنه يوجد سقف ينامون تحته وعائلته سعيدة وهو سعيد لسعادة عائلته فلا يهمه أي شيء آخر ما دام هناك خبز يوضع للأكل على طاولته يوميا.
فتعجب الملك لأمر هذا الخادم الذي يصل إلى حد الكفاف في حياته ومع ذلك فهو قانع وأيضا سعيد بما هو فيه!!! فنادى الملك على وزيره وأخبره من حكاية هذا الرجل. فاستمع له وزيره بإنصات شديد ثم أخبره أن يقوم بعمل ما فسأله الملك عن ذلك فقال له “نادي 99” فتعجب الملك من هذا وسأل وزيره ماذا يعني بذلك؟
قال الوزير
عليك بوضع 99 عملة ذهبية في كيس ووضعها أمام بيت هذا العامل الفقير وفي الليل بدون أن يراك أحد اختبأ ولنرى ماذا سيحدث؟ فقام الملك من توه وعمل بكلام وزيره وانتظر حتى حان الليل ثم فعل ذلك واختبأ وانتظر لما سوف يحدث بعدها وجد الرجل الفقير وقد وجد الكيس فطار من الفرح ونادى أهل بيته وأخبرهم بما في الكيس بعدها قفل باب بيته ثم جعل أهله ينامون ثم جلس إلى طاولته يعد القطع الذهبية فوجدها 99 قطعة.
فأخبر نفسه ربما تكون وقعت القطعة المائة في مكان ما فظل يبحث ولكن دون جدوى وحتى أنهكه التعب فقال لنفسه لا بأس سوف أعمل وأستطيع أن أشتري القطعة المائة الناقصة فيصبح عندي 100 قطعة ذهبية وذهب لينام ولكنه في اليوم التالي تأخر في الاستيقاظ.
القطعة الناقصة
فأخذ يسب ويلعن في أسرته التي كان يراعيها بمنتهى الحب والحنان وصرخ في أبنائه بعد أن كان يقوم ليقبلهم كل صباح ويلاعبهم قبل رحيله للعمل ونهر زوجته وبعدها ذهب إلى العمل وهو منهك تماما. فلقد سهر معظم الليل ليبحث عن القطعة الناقصة. ولم ينم جيدا وغير ذلك ما فعله في أسرته جعله غير صافي البال. وعندما وصل إلى عمله. لم يكن يعمل بالصورة المعتاد عليها منه.. ولم يقم بالغناء كما كان يفعل بصوته الجميل الهادئ بل كان يعمل بهستيريا شديدة.
ويريد أكبر قدر من العمل.. لأنه يريد شراء تلك القطعة الناقصة. فأخبر الملك وزيره عما رآه بعينيه. وكان في غاية التعجب. فقد ظن الملك أن هذا الرجل سوف يسعد بتلك القطع وسوف يقوم بشراء ما ينقصه هو وأسرته مما يريدون ويشتهون ولكن هذا لم يحدث أبدا!!!
فاستمع الوزير للملك جيدا ثم أخبره بالتالي: إن العامل قد كان على هذا الحال وشب على ذلك وكان يقنع بقليله وعائلته أيضا. وكان سعيدا لا شيء ينغص عليه حياته فهو يأكل هو وعائلته ما تعودوه وكان لهم بيت يؤويهم غير سعادته بأسرته وسعادة أسرته به.
ولكن أصبح عنده فجأة 99 قطعة ذهبية وأراد المزيد! هل تعرف لما لأن الإنسان إذا رزق نعمة فجأة فهو لا يقنع بما لديه حتى ولو كان ما لديه يكفيه فيقول هل من مزيد! فاقتنع الملك بما أخبره وقرر من يومه أن يقدر كل شيء لديه حتى الأشياء الصغيرة جدا ويحمد الله على ما هو فيه.
العبرة
أنه لا بأس من طلب المزيد ولكن ليس بالضرورة التعرض للضغط والعناء الشديد والجري بهستيريا تجعلنا نفقد الأشياء الجميلة التي منّ الله بها علينا أو حتى نعمى عنها. فكم من نعم أنعم الله بها على الناس وهم لا يرونها ويتطلعون إلى ما عند الآخرين. ظانين بأنه ليس من العدل أن يحصلوا على هذه الأشياء وهم لا!!!.
و ظانين أن يحصلوا على هذه الأشياء التي يتوقعونها من غير العناء والضغط الشديد، حتى يتمكنوا من الاستفادة منها ويستخدمواها للصلاح والخير. إن الحب والوحدة والتعاون بين الناس في هذا العالم هي الأساس للقسط والعدل في العالم، وأثناء إقامة هذا النوع من المجتمع، نحن نتمكن من الحصول على الحياة الأفضل لنا ولأسرنا.
فالله أعطى هباته كما أراد وكل إنسان أخذ النعم الخاصة. فلنعمل بما يرضى به الرب يسوع لنا ليبارك حياتنا وأرزاقنا ويكرمنا بها فنفرح وتكون هذه قناعتنا بنعمته وخيراته الأرضية لنا ونسعى لننال الكنز الذي لا يفنى ولا يعد ولا يحصى لحياتنا الأبدية معه. ونفعل هذا بعظيم الحب للرب الذي يبذل لنا أجمل الخدمات والآمال الطيبة. نسعى في كل يوم لمشاركته في النعم التي يعطيها بالشكر والاحترام والاكرام الذي يستحقه الرب الذي يحبنا.
المصدر: كتاب قصص مسيحية قصيرة
المزيد من القصص
- التفت وانتبه كي لا ترمى بحجر
- ماذا ينقصنا لكي نشتهي أن نكون كالبشر؟
- قصة الشجرة التي يسكنها شيطان ويعبدها الناس
- هل تعلم أن الخوف هو الحاجز الذي يعيق نجاحك!
- هل تعلم كيف يجدد النسر شبابه ويطيل حياته؟
المعلم العظيم والجزار