قصة حياة القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة – نص وفيديو

4.5
(26)

قصة حياة القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة – نص وفيديو

موطن القديسة ريتا

ولدت القديسة ريتا في روكا بيرينا من مقاطعة أومبيريا (إيطاليا) والداها تقيان فاضلان تسامت فيهما قداسة الأخلاق السخية وحرارة التقوى والمحبة الكريمة: هما أنطونيو مانشيني وأمه فاري. مضى زمن طويل على زواجهما وطعنا في السن دون أن يرزقها الله ولداً وفيما كانت أمها يوما غارقة في تأملاتها رأت ملاكاً أكد لها وصول صلاتها إلى عرش العلي فسوف يرزقها ابنة تكون عظيمة أمام الرب. وظهر لها الملاك ثانية وطلب منها أن تدعو الأبنة مرغريتا اختصرت باسم ريتا.

 

قصة حياة القديسة ريتا – ولادتها العجائبية

أبصرت ريتا النور في 22 أيار 1381 وقبلت سر العماد في النهار ذاته ولم تمض أيام قلائل على عمادها حتى أخذ والدها يحملانها في قفة من الغزار وينقلانها معهما إلى الحقل ويضعنها في ظل الأشجار وفي ذات يوم انحدر خشرم نحل كبير وأحاط بها وكانت نحلات كثيرة تدخل فمها وتقطر فيه العسل دون أن تنجزها أبداً كأنه لم يكن لها (إبر) أشواك ولم تصعد الطفلة صراخاً بل كانت تصدر أصوات التهليل.

وفي تلك البرهة جرح أحد الحصادين يده اليمني جرحاً بليغاً بمنجله فأسرع يطلب طبيباً وإذ مر بجانب الطفلة رأى جماعة النحل تدندن حول رأسها توقف وحاول أن يطردها بيديه حتى يخلص الطفلة وللحال انقطع نزيف الدم من يده واندمل جرحه فصاح مندهشاً وأسرع إليه والدا الطفلة وعاينا ما كان واعتبر أن النحل الأبيض هذا كان أعجوبة نظير ميلادها

ولأنهما قدراها موهبة سماوية منحها الله لإيمانهما وصلواتهما فقد جدا في تربيتها على مبادئ الديانة فانطبعت في نفسها كما في قرص الشمع وما كادت تبلغ سن التميز حتى بانت عليها أشعة الفضيلة وقد امتازت بخضوعها وطاعتها السريعة وبعاطفة حشمة رقيقة وبعطش لا يروى إلى معرفة الله وسيدنا يسوع المسيح.

قصة حياة القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة - نص وفيديو
قصة حياة القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة – نص وفيديو

قصة حياة القديسة ريتا – توقها لحياة القداسة

وما كان يطبع في مخيلتها منذ نعومة أظفارها صارت تحاول أن تعرفه وتحبه وقد درجت على معرفة الأشياء الإلهية حسب إمكانيات حداثتها ومن المؤكد أنها كانت مثل القديسة كاترينا السيانية تجهل الكتابة والقراءة وكما أن القديسة كاترينا لما التزمت أن تباحث البابا عن شؤون الكنيسة وعلمتها العذراء الحنونة أن تكتب بلغة بلدتها اللطيفة هكذا ريتا فضلت أن تقرأ في كتاب واحد وهو المصلوب.

سمعت ريتا ما حدث للقديس فرنسيس الأسيزي الذي عاش في تلك الأرض التي تعيش هي فيها وتمنت لو صلبت مع يسوع أو على الأقل لو شاطرته أوجاعه سوف نرى كيف استجابها يسوع أما الآن فدرسها للمصلوب كان يولد فيها الرغبة التوبة قد اضطرمت نفسها بمحبة الله إلى الحياة الرهبانية بكل قواها لكنه تعالى أراد أن ترتقي درجات الجلجة أولاً.

 

▶ فيلم يحكي قصة حياة القديسة ريتا

 

قصة حياة القديسة ريتا – إجبارها على الزواج

فبينما كانت ريتا لا تفكر إلا بالله وبأبويها الشيخين اللذين ما كانا يفهمان أسرار نفسها البتول كان أبواها يفتكران بزواجها وقد أجبراها على الزواج من شاب لم يكن على شيء من أخلاقها النبيلة ولا من رزانتها وحشمتها وطلاوتها وتجردها عن العالم. لم تكن تريد أن تسلم لرجل قلبها الذي كرسته لله منذ حداثتها وكانت في الثانية عشرة من عمرها ومن جهة أخرى لم تتعود أن تخالف أمر أبويها الشيخين ولو بأصغر الأشياء.

كانت منذ الصغر تتوق إلى الحياة الكمال وإذا لم تتمكن من ترك والديها جعلت تنفرد في البيت الوالدي في غرفة منعزلة حيث كان العروس الإلهي ينظر ويتكلم إلى قلبها ظنت أنها تبقى تناجي الرب إلى أن يأخذ والديها فيتسنى لها أن تقدم له بحرية ذبيحة حياتها. فكم أضربت إذنها عندما فاتحها أبواها بالزواج لم ترفض طلبهما بعنف لأنها تعودت إطاعتهما إطاعة عمياء ولم تكن تريد أن تحزنهما بشيء أنما توسلت إليهما بدموعها أكثر من بكلامها ليتركاها تتبع دعوتها الرهبانية.

 

زواجها من بول فرديناندوس

لربما كانا سمحا بالرهبانية لو كان الشاب الذي وعداه بها غير ما هو بالحقيقة في ذلك العصر ما كانوا يحسبون لمحيط العائلة حساباً عند الفقراء وكانت القوة تغتصب حق الضعيف.

بول فرديناندوس طالب يد ريتا لم يكن شاباً دمث الأخلاق أو محب السلام بل كان فاسقاً قاسياً اشترك أحيانا بالبراز إذن كان بإمكانه أن يسبب شكاً جسيماً إذا لم ترض ريتا وأهلها بهذا الزواج. عندما رأت ذاتها في خطر لا مفر منه شرعت المسكينة تكثر الصلوات والإماتات والحسنات لعل الله ينجيها من هذا الوغد لكنه تعالى أعلم بطرقه منا فلم يصغ لصلواتها أو بالأحرى لم يشأ أن يرفع هذا الصليب عنها لأن تدابيره في شأنها كان وحده يعرفها.

 

تحملها القصوى والظلم من زوجها ورجوعه إلى الله

لكنه تعالى مقابل هذا العذاب منحها نعماً أخرى خاصة نعمة اهتداء زوجها وخلاص نفسه وقد حذت بذلك حذو القديسة مونيكا والدة القديس أوغسطينوس فاقتدت بمثالها لكي يجعلها مثال الصبر البطولي عند دخولها بيت زوجها وتحملت بصبر جميل وسكوت حدة طبعه وإهانته وشراسة أخلاقه واعتنت بتدبير وأناقة بيتها ليرى فيه زوجها كل ما يرضيه.

كان لزوج ريتا أعداء كثيرون بسبب ميوله للمقاتلة وعندما كان يهان كان يترقب فرص الانتقام وإذا لم يتمكن من شفاء غليله كانت صاعقة غضبه تنقض على زوجته المسكينة بالتجاديف المخجلة والكلام الفظ والضرب القاسي وقد كادت يوماً لا تفلت من الموت لو لم تدبر العناية الإلهية ويحضر أبوها قبل حلول الكارثة. وفي هذه كلها كانت كالحمل الوديع تتحمل بصبر ودون أن تفتح فاها إلى أن أتى اليوم الذي انتصر فيه الحمل على الذئب وأعادت نفس زوجها إلى الله.

 

ولادة جان وجاك

ومن هذا الزواج رزقها الله توأمين جان جاك وبول فقبلتهما ككنز ثمين يجب أن تحافظ عليهما بكل اعتناء فكانت تنظر فيهما النفس قبل الجسد ولا ريب أنها كرستهما لله وصلت لأجلهما كثيراً وخوفاً من أن يرث طفلاها ميول والدهما كانت تزيد في الأصوام والمتقشفات وتعمل على زرع بذور الفضائل في قلبهما وبينما كانت ريتا تعتني بتربية طفليها مات أبواها الفاضلان حزنت ولا شك ولكنها ضاعفت مساعدتهما بصلواتها الحارة وهكذا تتميم واجباتها كأبنة وزوجة وأم كانت ريتا تزداد استحقاقاً للسماء والذي كان يعزيها على فقد أبويها هو أنها لم تكرهما في الحياة ثم لأن حياتهما الطويلة كانت حياة مسيحية صرفة.

 

قصة حياة القديسة ريتا – اعتناق زوجها المسيحية ومقتله

منذ رجع زوجها إلى الله وأصبح يعيش عيشة مسيحية أصبحت عائلة ريتا كاملة السعادة لكن الورود لا تنمو ولا تتفتح هنا إلا بين أشواك عديدة فقديستنا التي تمنت على الاقتداء بالمسيح المصلوب لم يطل الوقت عليها حتى طعنت برمح الألم الحاد فإذا كان زوجها راجعاً ذات مساء من كاسيا هاجمه أعداؤه السابقون وقتلوه دون عناء فانفطر قلب ريتا لدى سماعها هذا الخبر المفجع وكان يهولها مفعول هذه الفاجعة على قلب ولديها من كل قلبها واهتمت بدفن زوجها دفنه مسيحية وشرعت تضاعف الصلوات والإماتات لراحة نفسه.

بعد هدوء انفعالها الأول على فقد زوجها حصرت اهتمامها بتربية ولديها اللذين كان لمثلها الطيب وأقوالها الصالحة التأثير الكبير على قلبيهما لكن قوة الشر تخنق أحياناً قوة الخير فكانا يسمعان غير أمثالها وقد دفعهما البعض إلى الأخذ بثأر أبيهما فأصبحا يخالفان أرادتهما ولا يصغيان إلى كلامها كما من ذي قبل وأن غريزة الدم سوف تقودهما إلى الشر على أنهما كانت تفضل خلاصهما الأبدي على حياتهما الزمنية اتخذت جانب البطولة وطلبت من يسوع المصلوب أن يأخذ ولديها بريئين من أن ينقادا يوماً إلى الشر.

 

قصة حياة القديسة ريتا – موت ولداها

مرض ولداها الواحد بعد الآخر وحاولت أن تعتني بهما أكبر اعتناء فسهرت عليهما كل السهر حتى لا ينقصهما شيء من العلاجات الضرورية لحفظ حياتهما ولو كلفها ذلك أكبر التضحيات ولرب قائل يقول (ألم تطلب من يسوع ليأخذ ولديها) نعم ولكنها لم تكن ملتزمة بتركهما يموتان فقامت بواجبها نحوهما على أكمل وجه وبكرامة لا مثيل لها.

وبما أنهما لم يكونا صالحين بقدر ما كانت ترغب فضلت أن تقدمهما ليسوع إذا لزم الأمر لكن مطهرين بالتوبة وهكذا صار فإن طوال المرض سكن فيهما رغبة الانتقام فندما على خطيئتهما وتصالحا مع الله ومات الشابان الواحد تلو الآخر بعد سنة واحدة من موت أبيهما وهكذا انقطعت الرباطات التي كانت تعلقها في الأرض فبقيت وحدها في العالم متحدة بربها أجل بقيت وحيدة لكنها أصبحت حرة.

 

ذهابها إلى الدير

حينئذ ودعت ريتا هذا العالم التاعس متكلة على معونة الله وذهبت تقرع باب راهبات القديسة مريم المجدلية الاوغسطينيات وبينت رغبتها الحارة في الدخول في رهبيتهن فرفض طلبها لأنها كانت متزوجة فعادت دون أن تيأس من رحمة الله بل داومت صلواته وأماتاتها وأعمالها الخيرية وذهبت مرتين من جديد تقرع باب الدير المذكور وفي المرتين لم تنل قبولاً فاستسلمت إرادة الله القدوسة.

ووكلت أمرها إلى القديسين شفعائها وكانت قد ناهزت الأربعين ورغم وجودها في العالم كانت تحيا حياة رهبانية محضة ممارسة بأمانة المشورات الإنجيلية وإذا رأى الله خضوعها التام لإرادته القدوسة وثقتها الكبيرة برحمته الأزلية تحنن عليها وبينما كانت في إحدى الليالي غارقة في التأمل سمعت صوتاً يردد: ريتا، ريتا…

 

قصة حياة القديسة ريتا – دخولها الدير

فاقتربت من النافذة لترى من يناديها وماذا يريد منها لكنها لم تشاهد أحدا ًففكرت أنها خدعت وعادت حال إلى التأمل لكن لم يمض وقت طويل حتى عاد الصوت ينادي ريتا فنهضت وفتحت الباب وسارت في الشارع فرأت شيخاً مع شخصين آخرين فعرت بالهام أنهم شفعاؤها القديسين:… يوحنا المعمدان واغسطينوس ونيقولا.

فطلبوا منها أن تتبعهم فتبعتهم متحفظة كأنها في حلم وبقليل من الوقت وصلوا إلى كنيسة دير القديسة مريم المجدلية ورغم أن الأبواب مغلقة ومقفلة والراهبات غارقات في نومهم فقد أدخلها الدير القديسون الذين أرسلهم الله ليرافقوها وتواروا.

لما نزلت الراهبات صباحاً إلى تلاوة الفرض دهشن لوجود هذه المرأة القديسة التي كانت طردت مرات عديدة من بينهن وكيف تمكنت من الدخول إلى الدير ليلاً فأخبرتهن ريتا ببساطة أعجوبة السماء وهن خضعن لصحة قولها وقبولها في الرهبانية بين المبتدئات ولم يطل الأمر حتى زهت فضائلها وتألق بدر كمالها الرهباني وقد كانت المواهب الخاصة التي أنعم الله عليها بها هدفاً لسوء الفهم ولإهانات والآلام التي تكمل النفوس ولأن قديستنا كانت قد تهذبت في مدرسة المصلوب فقد قامت أشد الصعوبات وتمرنت على الفضائل الصعبة وخنقت حب الذات فيها وتعاطت أحقر الأشغال في الدير وأتعبها.

لكن هذه المرأة القوية كانت تجيبه أنا تكرست لله مدى الأبدية وستبقي أمينة في عهودها مهما كلفها الأمر كانت تجلد نفسها ثلاث مرات في النهار وكانت دائماً تلبس مسحاً من شعر الخنزير فيها أشواك تمزق جسدها، قصدت الرئيسة أن تمتحن طاعتها فأمرتها أن تسقي عوداً يابسا كل صباح ومساء وكان غصن كرمة معداً للنار فامتثلت لأمر الرئيسة وجعلت تسقيه صبحاً ومساء ببساطة مدهشة وظلت على هذه الحالة سنة كاملة والراهبات ينظرن إليها مبتسمات وقد يكون ذلك تخشعاً أو تهكماً.

وفي أحد الأيام نظرت الراهبات باندهاش وحيرة عندما رأين الحياة تدب في العود اليابس الذي نما كرمة عجيبة أعطيت في حينها عناقيد يانعة لذيذة ولا تزال إلى الآن في بستان دير كاسيا شاهداً على طاعة الأخت ريتا فيبارك الكهنة أوراقها وعيدانها المطحونة ويستعملها المؤمنين مع الصلاة إكراما للقديسة فينالون نعمً كبيرة وخصوصاً شفاءات عجيبة.

 

شوكة إكليل المصلوب في جبينها

إن ريتا كانت منذ نعومة أظفارها تشعر بميل قوي إلى آلام المخلص بل كانت الآلام دائماً موضوع تأملاتها وكاسيا ليست بعيدة عن اسيز وكانت ريتا تعلم أن القديس فرنسيس الأسيزي قد قبل في جسمه سمات يسوع المصلوب ورسمت جراحات يسوع في يديه ورجليه وجبينه وهكذا شاركه الفدائية،

فأصبحت هي أيضاً تحب أن تختم بصليب المخلص لكنها لم تعتبر ذاتها أهلا لهذه النعمة الفريدة فاكتفت أن تتأملها تأملا كان يفقدها الشعور وكانت الراهبات يحسبن أنها ماتت وكانت مرة جاثية أمام صورة المصلوب توسلت بحرارة إلى المعلم الإلهي لكي يشركها في أوجاعه وللحال طارت شوكة من أكليل المصلوب وانغرست في جبينها، إذاقتها ألما شديدا حتى أغمي عليها وكادت تموت.

 

قصة حياة القديسة ريتا – تحول الجرح إلى دملة نتنة

تحول جرح ريتا إلى قائح منتن فلكيلا تزعج الراهبات برائحتها الكريهة التزمت أن تنزوي في غرفة بعيدة حيث كانت راهبة تأتيها بالقوت الضروري وحملت الجرح الشديد مدة خمس عشرة سنة ولم تشعر بخفة الوجع حتى في نومها فقاست كل ذلك ليس بصبر فقط بل بالشكر الجزيل للذي أهلها لأن تشاركه في آلامه الفدائية.
بعد أن نذرت ريتا نذورها الاحتفالية شاهدت وهي غارقة في التأمل سلما يصعد من الأرض إلى السماء وفي أعلاه سيدنا يسوع المسيح وهو يدعوها لتصعد السلم بكرامة.

انتشرت أخبار وساطتها لدى الله ومقدرتها على قلبه فأسرع إليها القاصي والداني وكانت بصلواتها تنال عجائب الإهداءات والشفاءات العجيبة. قصة حياة القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة.

 

 سفرها إلى روما

كانت تعزيتها الكبرى لما سمحت لها الرئيسة بالذهاب إلى روما لحضور يوبيل السنة المقدسة 1450 وربح غفراناتها ولتزيد نفسها تطهيراً وتنال البركة البابوية وخصوصاً لتكرم ذخائر آلام المسيح أن يخفي جرح جبينها إلى أن تعود من رومة دون أن يزيل ألمه فاختفي الجرح وبقي الوجع ولما عادت إلى كاسيا سمح يسوع بأن ينفتح جرح جبينها من جديد على أن ثقل السنين وكثرة الأوجاع و التقشفات أنهكت قوة الراهبة القديسة وأرغمتها على أن تسمر على سريرها الفقير القاسي ولم تعد معدتها قادرة على احتمال الطعام حتى القليل من فأصبح قوتها الوحيد القربان المقدس.

 

قصة حياة القديسة ريتا – وفاتها

واستمرت على هذه الحال أربع سنوات قاست أثناءها آلاما لا توصف وقبل وفاتها بثلاثة أيام ظهر لها السيد المسيح تصحبه أمه القديسة مريم العذراء وقال لها أنها بعد ثلاثة أيام تكون معه في السماء وقبلت الزاد الأخير والمسحة المقدسة وفي 22 أيار سنة 1457 فاضت روحها الزكية الجميلة وتركت هذا العالم المغرور وحلقت نحو السماء.

وما كادت القديسة تلفظ نفسها الأخير حتى مجدها الله بكثير من العجائب وقد قرعت الملائكة جرس الدير فأسرعت الراهبات إلى غرفتها وهن يفكرن برائحة الجرح المنتن لكن ما كان أشد اندهاشهن لما اقتربن من الجثة فوجدن الجرح مندملاً تفوح منه رائحة زكية ووجه ريتا جميلاً يطفح بشراً وابتساماً وقد تقدمت إحدى الراهبات المشلولة اليد لتعانق القديسة وما أن عانقتها حتى شعرت بشفاء يدها الكامل.
النور يظهر في غرفتها

نقل جثمانها إلى كنيسة المعبد حيث عرض أياماً عديدة نزولاً عند طلب الجماهير. وشع نور براق في غرفتها وانتشرت في أرجاء الدير رائحة عطر سماوي وتحول جرح جبينها إلى ياقوتة وهاجة كالأماس ونظرا للحشد الكبير الذي تجمع في يوم دفنها التزمت الراهبات بنقل جسدها إلى الكنيسة الخارجة بحفلة انتصار اشتركت فيها السلطات الدينية والمدنية.

 

قصة حياة القديسة ريتا – تقديسها

ونظرا لكثرة العجائب التي أفاضها الله على طالبي شفاعتها نادى بها الشعب قديسة قبل أن تثبت الكنيسة قداستها ولما تكاثرت الخوارق التي جرت بعد موتها قررت السلطة الكنسية والمدنية معاً وضع جثمانها في محل لائق معروضاً في تابوت من السرو مكشوفاً وكان الله قد حفظه من كل فساد وينضح رائحة لذيذة وهكذا وضع في المصلى داخل الدير تحت مذبح العذراء وبقي مكرماً على هذه الحالة حتى سنة 1595 حيث نقلوه إلى الكنيسة وبعد سنوات احترق هذا التابوت بسبب شمعة مضاءة وقعت عليه ولكن جسم القديسة لم تمسه النار بأي أذى.

والأعجب في هذا الجسم هو أنه من حين إلى آخر يتحر كالجسم بأنواع مختلفة أن دعوى التطويب وتثبيت القداسة تبرهن عن هذا بإثباتات راهنة وشواهد مثبتة من 1626 إلى 1900 ففي سنة 1628 منح قداسة الباب أوربانوس الثامن ريتا شرف الطوباوية وفي عام 1900 منحها قداسة البابا لاون الثالث عشر لقب قديسة وبعد أن فحصت العجائب فحصاً غاية في التدقيق نظم لها قداس خاص وصلوات عديدة إكرامها وعين الثاني والعشرون من شهر أيار في كل سنة عيداً لها.

المصدر: موقع سانت ريتا

 

مواضيع ذات صلة

قصة حياة القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة – نص وفيديو

lightbook.org

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 4.5 / 5. Vote count: 26

No votes so far! Be the first to rate this post.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock