مراحل درب الصليب يكتبها مسيحيو الشرق

4.6
(24)

مراحل درب الصليب يكتبها مسيحيو الشرق

الحروب، الإرهاب والاضطهادات في العالم العربي وأماكن مختلفة حول العالم دفعت مسيحيون ولاجئون من سوريا والشرق الأوسط أن يكتبوا مراحل درب الصليب لندخل في سر آلام المسيح،

فلنتأمل الحال التي يعيشها ويمر بها المسيحيين في الشرق وخاصة مسيحيو سوريا والعراق ومصر ولبنان وأماكن أخرى، وهم بذلك يعيشون التطويبة التاسعة في إنجيل متى: “طوبى للمضطهدين على البر، فإن لهم ملكوت السمّوات.” (متى 5، 10)

ننشر فيما يلي مراحل درب الصليب كتبها مسيحيو الشرق لنتأمل بها بروح من الأخوة والشراكة معهم

 

مراحل درب الصليب

 

المرحلة الأولى: الحكم على يسوع بالموت

“بيلاطس يسلم يسوع ليصلب” (مرقس 15، 12-13)

بريء يحكم عليه بالموت. يا للعدالة! يا رب، إن كل الضحايا الأبرياء يشعرون بمعاناتهم بقربهم منك، بشكل خاص عائلاتنا التي أجبرت على الرحيل بسبب العنف والاضطهادات وتركت منازلها، ومدارسها، ورعاياها، وبلداتها، وجيرانها، وأصدقائها، ومقابرها لتعيش في مخيمات للاجئين في الفقر واللامبالاة. بيلاطس هو دائما هنا ليغذي الظلم. يا رب، أنر عقول هؤلاء “القضاة” واجعل منا رسل عدالة. آمين.

مراحل درب الصليب يكتبها مسيحيو الشرق
مراحل درب الصليب يكتبها مسيحيو الشرق

المرحلة الثانية: يسوع يحمل صليبه

“ثم أخذوه ليصلبوه.” (مرقس 15، 20)

سلّم يسوع إلى الجنود، وهو من قيل عنه: “به كان كل شيء، وبدونه ما كان شيء مما كان” (يوحنا 1، 3) أحنى رأسه ومشى مذلولا حاملا صليبه عاجزًا عن الدفاع عن نفسه. أيها الرب يسوع، تستمر قوى الشر بالتفشي والتدمير. أظهرت نفسك كربّ للأكثر ضعفًا، أنظر إلى العائلات الضعيفة والمهانة التي يمزقها العنف. هي ضحية للظلم مثلك. أعطها القوة لتحمل صليبها وتحافظ على إيمانها ورجائها بك. آمين.

 

المرحلة الثالثة: يسوع يسقط للمرة الأولى

“وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل أثامنا.” (أشعيا 53، 5)

ذاك الذي جلب السلام إلى العالم، جرح من خطايانا، ووقع تحت وطأة أخطائنا. نحن يا رب يسحقنا ثقل الصليب والخراب الكبير من حولنا. عديدة هي نقاط ضعفنا وأنانيتنا لا محدودة وهي تشدنا نحو القعر. انشلنا يا رب من سقطتنا، ووجه أذهاننا نحو الحق. آمين.

 

المرحلة الرابعة: يسوع يلتقي أمه

“وأنت أيضًا يجوز في نفسك سيف، لتعلن أفكار من قلوب كثيرة.” (لوقا 2، 35).

التقى يسوع بأمه وهو مجروح يحمل صليبه وعلى وجهه البشرية جمعاء. من هذه المعاناة المتبادلة بين الابن والأم ولدت بشرية جديدة. يا مريم، يا والدة الله، لقد استطعت أن تشاهدي ابنك وحتى هو يعاني، ساعدي الأمهات المحرومات من رؤية أولادهن الذين يعانون ويموتون وحيدين بعيدًا عنهن. في حياتنا اليومية، يمكن أن يعاني الأطفال والأهل معًا. ساعدنا يا رب لنحوّل عائلاتنا وأوطاننا إلى مساحات محبة وصفاء على صورة العائلة المقدسة. آمين.

 

المرحلة الخامسة: سمعان القيرواني يساعد يسوع في حمل صليبه

“وضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع” (لوقا 23، 26).

هذا اللقاء الصامت بين يسوع وسمعان القيرواني هو درس للحياة… التقت العينان… والمعاناة الكامنة في الإيمان ترسم طريق الخلاص. نعهد إليك يا رب بالأشخاص والعائلات الوحيدة في معاناتها. كن لهم يدًا، قلبًا، “سمعانًا قيروانيًّا” لمساعدتهم على عبور الصحراء. ساعدنا لنكون بأنفسنا كسمعان القيرواني أمام إخوتنا الذين يعانون. آمين.

 

المرحلة السادسة: فيرونيكا تمسح وجه يسوع

“وجهك يا رب أطلب لا تحجب وجهك عني.” (مزمور 27، 8-9)

تقوم فيرونيكا بحركة رمزية قوية. اقتربت لتمسح آلام وجهك. فعل إيمان يعبّر عن حبها لك. بقي وجهك مطبوعًا على منديلها، كما في تقليدنا المسيحي. من سيمسح وجه إخوتنا المجروح، وجه أمهاتنا اللواتي يبكين أولادهن ومعاناتهن؟ أعطنا يا رب أن نرى وجهك في وجه الفقراء المضطهدين وضحايا المعاناة والظلم الأبرياء. آمين.

 

المرحلة السابعة: يسوع يسقط للمرة الثانية

“لا تتباعد عني لأن الضيق قريب، لأنه لا معين” (مزمور 22، 8- 12)

هذه السقطة الثانية تحت الصليب هي علامة على الوحدة في المعاناة. الظلم والعنف يدفنان العالم في الهاوية. يا رب، إن معاناتكم تنضم إلى عزلة الضحايا الأكثر فقرًا للأنانية العالمية. تعال أيها الروح القدس لتعزي قلوب المظلومين وتقويهم وتزرع فيها الرجاء لكي يصبحوا باتحادهم بالمسيح شهودًا لمحبته العالمية. آمين.

 

المرحلة الثامنة من مراحل درب الصليب: يسوع يعزي عذارى أورشليم

“يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ” (لوقا 23: 27، 28)

رأت النسوة في الصليب علامة العار، أما الرب فرآه كعلامة للفداء، لمحو الخطايا، ومواساة المظلومين. لقد فتح أعين النسوة على الحقيقة الفصحية. يا رب، إن أمهاتنا المجروحات والمتروكات للمعاناة بحاجة لعزائك وراحتك. يا أيها المسيح الذي عانيت الآلام، كن سلامهن، وبلسم جراحاتهن. آمين.

 

المرحلة التاسعة: يسوع يسقط للمرة الثالثة

“وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام” (2 كورنتس 14، 15)

للمرة الثالثة يسقط يسوع تحت الصليب وعلى الرغم من الألم الذي استنفذ قواه ولكنه يحاول أن ينهض. يا رب، هذا الشعب المرهق والضعيف يستجمع قواه لينهض ولكن بلا جدوى. إن انقساماتنا في سوريا، كما في أماكن أخرى هي عميقة، والانقسامات في الكنيسة هي كذلك أيضًا. وحدة المسيحيين تبتعد عن البنوة الإلهية.
ساعدنا يا رب لكي ننهض ونتقدم على طريق المغفرة والوحدة التي تتدفق من آلامك المخلصة. آمين.

 

المرحلة العاشرة: يسوع يعرى من ثيابه

“يقسمون ثيابي بينهم، وعلى لباسي يقترعون” (مزمور 22، 19)

لقد حملت يا رب إنسانيتنا. إن الضحايا الكثر للعنف الأعمى هم فقراء ولا يستطيعون إلا أن ينضموا إلى معاناة محبتك المحررة اللامتناهية. ساعد يا رب الفقراء اللاجئين، الذين جردتهم الصعاب مما كانوا يملكون، لكي يتغلبوا على الخوف ويظلوا متمسكين بالأرض المقدسة التي تفرغ من مسيحييها آخر من يشهد على كلمتك… علمنا يا رب أن نترك الأشياء المادية لنعيش على مثالك مفتقرين لكلمة إنجيلك. آمين.

 

المرحلة الحادية عشرة: يسوع يسمّر على الصليب

“وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَانًا وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوبًا: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ.” (يوحنا 19، 19)

أيها الرب يسوع، لقد صلبت من أجل خطايانا. كل ضربت مسمار لها صدى في قلوبنا. لقد استشهد أطفالنا، قتلوا بوحشية في عنف لا هدف منه. هؤلاء قريبون من عذابك. يا رب، فلتحرر آلامك هؤلاء الشباب وعائلاتهم من العبودية ليعاينوا وجهك الإلهي. آمين.

 

المرحلة الثانية عشرة: يسوع يموت على الصليب

“يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي” (لوقا 23، 46)

صرخة التسليم هذه تشق جدار الصمت وتفتح طريق الحرية. كل معنى الصليب يكتمل في هذه المعاناة المخلصة. هؤلاء الشهداء لم يموتوا من أجل لا شيء. بموتك يا رب فتحت أبواب الملكوت، والحياة الأبدية. لن يغلبنا الموت، بل سيدخلنا في القيامة. افتح يا رب قلوب الذين يعرضون حياة الآخرين للخطر، اجعلهم يكتشفون قيمة الحياة البشرية التي تعكس ألوهيتك. آمين.

 

المرحلة الثالثة عشرة: يسوع يعهد بأمه إلى تلميذه

“ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: “هُوَذَا أُمُّكَ” (يوحنا 19، 27)

أيها الرب يسوع، من يحبك يظل بقربك. مريم هي المثال عن هذا الحب، مثال عن إيماننا. يا مريم، يا أمنا، نضع بين يديك شهدائنا، ولاجئينا، والمعذبين المظلومين. نعهد إليك يا مريم العزيزة أطفالنا الذين لا يرتادون المدارس، مرضانا الذين لا يتلقون الرعاية، واللاجئين الذين لا سقف يحميهم. اجعل يا رب دماء الضحايا الأبرياء بذرة مجتمع أخوي، سلمي وعادل. آمين.

 

المرحلة الرابعة عشرة والأخيرة من مراحل درب الصليب: يسوع يدفن في القبر

“فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ” (يوحنا 19، 39)

محظوظ هو نيقوديمس الذي استلم جسد يسوع، ودهنه ووضعه في القبر. صلب يسوع مسلمًا نفسه بشكل كامل للبشر واتحد بهم تماما. منغمسين في موته عند المعمودية، وضعنا في القبر معه وانبثقت الحياة الجديدة من القبر… من قبورنا المظلمة اجعل يا رب نور القيامة ينبثق.

أعطنا يا رب نعمة أن نختار طريق صليب الخلاص وبأن نحافظ على إيمان قوي ورجاء أقوى.
اجعلنا يا رب أطفال نور لا نخشى الظلمات! اجعل يا رب طريق صليبنا يوصلنا إلى الغفران، والمسامحة، والسلام، والى نور القيامة. آمين.

المصدر: نقلته إلى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

 

 المزيد من الصلوات

مراحل درب الصليب يكتبها مسيحيو الشرق

lightbook.org

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 4.6 / 5. Vote count: 24

No votes so far! Be the first to rate this post.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock