هل تسامح الذي خانك وتصفح عن الشخص الذي غدر بك؟
هل تسامح الذي خانك وتصفح عن الشخص الذي غدر بك؟
الكثير من القضايا المشتركة في الحياة تطرق بابنا وتدخل حياتنا فتترك الأثر الجيد أو السيئ في حياتنا ومستقبلنا. من بين هذه القضايا المهمة، الخيانة. كيف تصفح عن الذي خانك وتستمد القدرة لكي تسامح الشخص الذي غدر بك؟
أغلبنا تعرض للخيانة في حياته بأنواع كثيرة ومتعددة! قد نواجه الاحتمالات العديدة عندما يتوقع منا أن نغفر، وعندها نشعر أننا لا نستطيع الغفران، بما تركته من جرح عميق في النفس وأثر سلبي في المشاعر. جميعنا نغضب ونحس بالغدر والأسى من جراء الخيانة وعدم قدرتنا للمضي قدماً والكثير يستسلم ويقع في الحزن والمرارة.
هل الغفران سهل؟
الغفران ليس سهلاً كما أنه من المفترض أن يكون أو ما يعتقد البعض أن يكون! الصفح والغفران للخائن هو من الأمور الصعبة، لأنه لمس الأعماق وترك في النفس إحساس مؤلم وجرح عميق، سوف يؤثر في حياتنا ومستقبلنا. نحاول في الكثير من الأوقات أن نقدّم قصارى جهدنا لكي نغفر لمن أساء إلينا، لكن لا يكون جيداً بما فيه الكفاية عندها يجب أن نحاول مرة بعد الأخرى لكي نصل إلى الهدف وننال الشفاء.
عدم الغفران هو ضريبة مؤلمة ستكون نتيجته الحزن، المرارة والألم… لأننا نستمر في العودة إلى نفس الحلقة المفرغة، مراراً وتكراراً. لكن الصفح يجعلنا نقترب من عدالة الله عندما نتحرر من عقدة الغضب وعدم الغفران. أولئك الذين يشعرون بالمرارة الآن لعدم مقدرتهم على الصفح والغفران هم الذين يجب أن نحزن عليهم. لأنهم لا يدركون سرّ وقوة الغفران وما مدى انعكاساته الإيجابية على حياتهم.
أعرف أن الغفران معق وصعب التحقيق لأن العدالة البشرية لا تقوم بعملها بالشكل الصحيح ولا تؤدي دورها في كل الأوقات كما نعتقد أنها ينبغي أن تكون. نحن لا نفهم كيف أن الله يغفر الذنوب وما سرّ هذا الحب العظيم الذي يدفعه للغفران.
لا نعرف كيف المذنبون يحصلون على الغفران عن خطاياهم! هناك الكثير من التساؤلات حول قضية الغفران في سياق العدالة والحب. وهل نقدر أن نسامح وتغفر بالحب فقط أم يلزم أن نسلك طرق وقواعد أخرى؟ لذلك، كيف لنا أن نغفر الخيانة التي لا تغتفر! حيث لا يوجد توبة في قلب الذي قام بها؟
هل التوبة تؤدي إلى السلام الداخلي؟
الافتقار للتوبة هو خيانة لا تغتفر، لأن الشخص الذي ألحق الأذى بنا لا يهمه مصلحتنا وما نشعر به ومدى استمرارنا وتقدمنا بالحياة، ولا يعنيه أمرنا. هنا لا شيء أقوى من المحبة لتعطينا القوة وتعلمنا المغفرة. لكن ما زلنا بحاجة للصراع مع شعورنا بالأسى والمرارة. الشخص الذي أضر بنا لا يسأل عن مشاعرنا وما نحسه ولا يهمه الأمر لأن الأنانية استحوذت عليه ولا يعنيه ما نشعر أو نفكر. وبالتالي هذه المشاعر المؤلمة تكون لنا وحدنا فقط.
أثار الخيانة في حياة الإنسان
الخيانة وكم تترك من آلام وأحزان. بقدر ما نشعر بالقلق والضيق وعقدة الذنب حولها وما تركت من أثر سلبي في نفوسنا وحياتنا. لكن عندما نتركها بيد أقوى هي سوف تساعدنا وتعلمنا كيف نغفر. عندما شخص يؤذينا ويرفض التوبة والاعتراف بالخطأ، فإنه لم يضرنا فقط، لكنه يكون أخطأ أيضاً أمام إله هذه الحياة. وسوف ينال نتيجة ما صنعه في يوم الحساب العظيم.
قد تواجهنا الحالات العديدة عندما يتوقع منا أن نغفر ولا يكون بمقدورنا فعل ذلك وتقع بحيرة شديدة ونسأل كيف نصفح عن الذي خاننا؟! الحقيقة هي أننا بحاجة إلى الجهاد والصراع مع ما نشعر به. إذا لم نفعل ذلك فشلنا في الاختبار. عندها لنترك فينا قوة الإيمان كي توصلنا للهدف المنشود.
خاتمة
إذا واصلنا الصراع مع إرادتنا للغفران لشخص قد خاننا، الله سوف يعطينا القوة ويساعدنا بتحقيق هذه المعجزة في الوقت والمكان المناسبين. أتمنى ألا تطرق الخيانة باب حياتكم وأن تكونوا دائما بعيدين عنها، وتعيشوا الحياة بصفاء إخلاص وشفافية. وإن دقّ بابكم هذا العدو حاولوا بكل الطرق والأساليب أن تنتصروا عليه بالغفران! لأن الانتقام لن يحل المشكلة بل سوف يزيدها تعقيداً وألماً.
دمتم أعزائي وإلى اللقاء في مقالات أخرى.
مواضيع ذات صلة
- خطوات لممارسة التأمل الهادف أثناء فترات الاستراحة
- كيفية التغلب على الخوف الكآبة الغضب والحزن
- كيفية قبول الحياة كما هي والعيش بسعادة وسلام
- السبيل إلى التطور والنمو نحو الأفضل والعيش بفرح وسلام
- هل تبحث عن الحب؟ إليك أهم 5 مواقع إنترنت عالمية