جاء موعد اللقاء مع الذي يحبني بلا حدود
جاء موعد اللقاء مع الذي يحبني بلا حدود
كم جميل أن ألتقي كل يوم مع حبيبي (صباحاً أو مساء) في مكان بعيد عن ضجيج وصخب العالم وهمومه. أتعلم كل يوم بهذا اللقاء لغة الصمت الخارجي أتجرد عن الأشياء المادية وما يشغل حواسي لا سيّما ما يتعلق بالسمع والبصر من أحداث وأخبار وغيرها.
أتعلم منه الصمت الداخلي أي تهذيب أفكاري والسيطرة على التخيلات، لتكون تخيلاتي خلاقة وطاهرة، تصويب هذه التخيلات والأفكار إليه، التجرد عن كل المشاغل والهموم وأفكر بما هو روحي أصغي لإلهاماته وأتعلّم منه الحكمة.
خطوات اللقاء أو الخلوة مع الحبيب يسوع
- أولاً أبدأ برسم إشارة الصليب، أقدم له ذاتي بالترحيب والتمجيد لاسمه القدوس, أسجد أمام جلاله وقدسه.. أحضر أمامه أي أيقظ روحي من غفوتها لتكون حاضرة ويقظة في هذا اللقاء أمام الرب، لأن الحضور أمامه أمر أساسي، حضور معزز بالحب، الشوق والفرح.
- أفتح الإنجيل أختار الآيات المختارة لهذا اليوم، أقرأها بتركيز وتأمل عميق، أي بشغف واشتياق لهذه الكلمة، وأكرر قراءة الآيات بانتباه وتركيز شديد.
- في قراءتي للكلمات أصغي إلى الرب يسوع وأتأمل بكلماته وأركز كل حواسي وأفكاري لأسمع صوته بأذني الداخلية،
- أصغي إليه مع كل دقة من دقات قلبي، بصراخ روحي، وتوهان بصيرتي، أدع كلماته تتسرب إلى عمق أعماق ذاتي… أفعل كما فعلت مريم ” جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ… فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا». (لوقا 10: 39, 42).
مناجاة روح الله
المناجاة أي التقرب منه والبوح له بما أملك من أسرار. سرّ عظيم هو سرّ يسوع في الكتاب المقدس، فيه أجد امتلائي الروحي ومنه أستقي من نبع الحياة، فأنا ابنه وهو أبي، أقبله منه، أطبقه قولاّ وفعلاً.
لن يكون لقائي به مجرد تخيلات عاطفية سرعان ما تنطفئ، أو حالة من السرحان في عالم الغيب، ولا تحليلات عقلانية لا تلزم. بل لقائي معه عمل إرادي واع، فاعل، جريء، يوجه كل ما أملك من قوة داخلية وخارجية بكل كياني وتصرفي لتكون معه. لتكون هذه المناجاة نابعة من القلب، أي صادقة فعالة, فأجعل من تمردي الداخلي وصرختي أفعال حرّة، تطبع الفرحة والحياة بقلبي وقلب كل من هم حولي.
صلوات وتأملات في هذا اللقاء مع الرب
الإيمان
أؤمن، ربي يسوع أنك بذاتك تكلّمني في هذه الآيات من الإنجيل أنت حاضر فيه تخاطبني كما خاطبت الناس أيام حياتك بيننا أؤمن بكلامك. إنه رسالة منك إليّ في هذه اللحظة. “زدني إيماناً” لأحيا هذا الكلام، وأقف هذا الموقف لأكون لك وحدك.
السجود
“أنت المسيح، ابن الله الحيَ” وحدك، مع أبيك وروحك القدوس تستحقّ السجود. أنت الخالق والمخلص. أسجد لك مكلّماً إيّاي في هذا النصّ من الإنجيل. اخضع لإرادتك المقدسة. يا كلمة الله الأزلية. جاء موعد اللقاء
الندامة
كم أنا بعيد عن كلام وصاياك وعن تتميم مشيئتك، تراني أعيش الحياة بعيداً عندك، كمن يجهلك أو ينساك وينشغل بأشياء سطحية جسدية، مادية. بينما يتوجب عليّ أن أحيا فيك وبك ومعك، عليّ أن أقول مع بولس الرسول: مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ.
فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. (غلاطية 2: 20). فأنا نادم على كل ما فعلت من أخطاء بالقول والفعل أيها الرب الحبيب ومتأسف كثيراً. سامحني أرجوك! أعدك بأنني سوف أصغي إلى كلمتك هذه وأكون العامل بها، وأن أعيش حياتي أخدمك. فأقبل توبتي وقوني بنعمتك وزدني ببركتك أيها القدوس.
الشكر
أشكر لك يا رب هذا اللقاء اليوم في هذه الخلوة الروحية الجميلة معك أشعرتني أنّي لم أعد عبداً مقيد بالخطيئة والهوان، إنك دعوتني حبيبك وأودعتني أسرارك (يوحنا 15: 15). أشكرك على هذا الكلام المنير الذي أسمعتني اليوم في هذا النص من إنجيلك. “كلامك أشهى من العسل” (مزمور 18).
ختام اللقاء الوعد والقصد
قصدتك ربّي فوجدتك. أنت سبقتني إلى هذه الملاقاة. أفكارك وأقوالك ومواقفك أقصد، لتصير أفكاري وأقوالي ومواقفي. أعدك وعداً صادقاً أيها الرب الحبيب بالقيام، اليوم بهذا العمل: (أعين العمل المحدّد الذي أقصد تتميمه اليوم كثمرة التأمل). أطلب من الرب نعمة للوفاء بالوعد لكي لا أنسى. أطلب شفاعة أمي العذراء البتول مريم وشفاعة القديسين.
المصادر: الحركة الرسولية المريمية – كتاب التنشئة
إلى اللقاء في تأملات ولقاءات أخرى مع الحبيب يسوع
كتاب النور
المزيد من التأملات الروحية
- كيفية الوصول إلى الهدف المرجو وتحقيق الأحلام وسط الظلام
- مناجاة مع الله بعنوان إلهي أنت رجائي تأمل روحي للقديس أغسطينوس
- مـناجاة مع الله بعنوان خدعتني نفسي تأمل روحي للقديس أغسطينوس
- مناجاة مع الله بعنوان يا ربي إني أرفع يدي مع صوتي، أناجيك
- هل جاء المسيح يلقي على الأرض ناراً أم محبة؟
- يسوع على الصليب قد هدم جدار العداوة وحمل المصالحة والسلام
- فرح الله هو الغفران، وحده الغفران يخلص.. تأمل روحي
طهارة القلب والفكر مسيرة روحية نحو الله