ما هي السعادة وكيف تحققها؟

4.6
(30)

ما هي السعادة وكيف تحققها؟

الكل يبحث عن السعادة ويعتقد أنها بعيدة لكن بالحقيقة هي قريبة منّا، الكثير من الأحيان نقع بحيرة أننا أضعنا النظّارة نفتش يميناً ويساراً وبكل الأمكنة، بعدها نكتشف أنها فوق عيوننا، وهكذا السعادة. تعالوا معاً نعرًف السعادة ونغوص في بحورها لنكتشف سوياً ما هي السعادة وكيف تحققها؟

 

ما هي السعادة وكيف تحققها؟

 السعادة شعور يعيشه الإنسان ويحس به في نفسه، هو ناتج عن عدة عوامل مجتمعة أحدثته أو كانت السبب لوجوده. كثيراً من الأوقات يكون متأتي من الخارج وبعض الأوقات يكون ناتجاً عن عمل قام به الشخص تجاه الآخرين أعطاه هذا الشعور. مثلا مساعدة إنسان فقير ومحتاج أو إنقاذ شخص من الموت المحتم.

على مرّ التاريخ وبكل العصور فتش الإنسان على السعادة وأعطى لها تعريفات ومفاهيم مختلفة باختلاف الثقافات والأديان والشعوب لنظرتهم بالسعادة، هناك الكثير من المفاهيم والنظريات تكلمت عن السعادة ووصفتها بأوصاف متعددة:

  • السعادة الروحية وهي علاقة روح الإنسان بـالخالق ولأن الله روح يحاول هذا الشخص أن يبني هذه السعادة من خلال علاقته الروحية الصوفية مع الخالق.
  • السعادة تحمل طاقة إيجابية دافعة نحو العطاء والعمل الصالح في بناء هدف إنساني شامل مما تعطي قوة من الإنتاجية والرّضا لدى الشخص الذي يراها من وجهة نظره وتدفعه إلى العطاء المستمر بواسطة هذه الطاقة التي يحملها لتحسين حياة الإنسان في هذا العالم.
  • هناك الكثير من الأشخاص يستمدون السعادة بواسطة هذه الأهداف الإنسانية السامية.
  • السعادة تزيد الصحة رونقاُ والجسد جمالاً وتشرح الصدّر وتعطي الاطمئنان للقلب وتساعد الإنسان كي ينجح في نواحي كثيرة من حياته المادية والعاطفية والعائلية.
  • السـعادة هي قبول الإنسان بواقعه وعدم رفض إرادة الرب وهذا يكون نابع عن أيمانه الشخص بمحبة الله له.
  • السعادة هي الشعور بالفرح والبهجة والتمتع بنعمة الحياة والشكر الدائم والعيش ببساطة وشفافية.
ما هي السعادة وكيف تحققها؟
ما هي السعادة وكيف تحققها؟

أنواع السعادة

السعادة السماوية أي في العالم الآخر والسعادة الدنيوية أي المادية التي نعيشها. السعادة السماوية أي اليقين أننا سوف نكون في المكان الذي سوف يغمرنا بالفرح وهذا ما نسميه بلغة الإيمان الرجاء في حياة أبدية مع الذي أحبنا ووهبنا حياته، وتعتبر هذه السعادة الحقيقية التي يجب على كل إنسان أن يسعى إليها إلى أي دين أو معتقد انتمى.

والسعادة الدنيوية لها موازين عديدة: السعادة في الحياة النفسية السليمة والسعادة الأسرية من خلال العائلة والأهل، السعادة في تحقيق أهدافنا في الحياة العملية والمادية، والسعادة ببناء عائلة ناجحة وسعيدة. وبالتأكيد نستطيع أن نستمدها أيضاً من مصادر غذائية كالبندق والشوكولا وبعض أنواع الفاكهة كالموز وغيرها. مثلاً الشوكولا ينتج هرمون الأندروفين وهو ما يسمى بهرمون السعادة. وهناك من الناس من يزاولون الرياضة التي هي بدورها تساعدهم ليشعروا بالنشاط والسعادة.

 

الطريق إلى السعادة

التحفيز

على كل شخص يفتش عن السعادة أن يسأل نفسه هل أعرف ما هي السعادة وكيف أحققها؟ هنا يأتي عمل التحفيز ليجرب يومياً ذلك بكتابة مفاهيمه وقناعاته الشخصية عن السعادة ويضعها في موازين عديدة ويبدأ بالبحث عن الإجابات حتى يصل إلى معرفة أسباب سعادته أو تعاسته في الحياة، وهذا يعود إلى الشخص ومفاهيمه بالسعادة وكم من الوقت سيحتاج ليكتشف موضع الخلل في عدم شعوره بالرضى، هنا يأتي دور العامل التحفيزي الإيجابي الذي توهمه لعقلنا الباطن لنقلب المفاهيم السلبية إلى أخرى إيجابية وبناءة.

فمن يرى أن السعادة بعيدة ومستحيلة عليه أن يقلب هذه الأفكار السلبية إلى أخرى إيجابية عن مفهومه تجاه السعادة. ليردد مثلا: “أنا أسعى إلى السعادة وهو شعور أستطيع أن أحققه أنا مصدره أعرف أنها ليست سهلة لكني أستطيع تحقيقها” هناك البعض يعتقد أن السعادة في امتلاك الثروة والمال! عليه أن يغير هذا الاعتقاد إلى مفهوم آخر ” يردد أن السعادة مصدرها الإنسان وليس المادة مكانها الحقيقي في داخل النفس تنبع من مصادر داخلية نفسية وهكذا يستمر بهذه الإيحاءات الإيجابية التي ستغير الكثير من قناعاته حول السعادة.

 

كتابة الملاحظات

سجّل على ورقة وذلك من خلال ما تشعر به في اللحظات السعيدة وأيضاً في الأوقات التي لا يكون مزاجك سعيداً، واكتبه بالتفصيل في ورقة أخرى، وبعدها قارن بين ما كتبته في الورقتين وبالتأكيد هذا سوف يساعد في تقوية الرّغبة في السعادة.

 

الإقناع

أقنع نفسك دائماً بالقدرة للوصول إلى السعادة وأنها قريبة منك وتستطيع أن تسعد نفسك، ردد دائماً:” أنا سيد نفسي وأستطيع التغلب على روح الخوف والغضب والتعاسة وها أني سوف أنجح بالوصول إلى هدفي وتحقيقه بقدرة الرب سوف أحقق هذا النجاح فلن أسمح لشعور الحزن بأن يغلبني”.

 

الأمل

من يبحث عن السعادة عليه التحلي بالأمل دائماً والاهتمام بعدة أمور تساعده وتؤثر على مستوى سعادته منها : ركز على الذكريات السعيدة وأبعد عنك كل ماضي مؤلم وحزين، تحلّ بصفات الشخص القوي والسعيد واحمل الحماس الدائم لمستقبل زاهر بالأمل والتفاؤل، لا تسمح للمشاكل والأحداث اليومية في حياتك أن تتلاعب بك وتعكر مزاجك، بل انظر إليها كأنها أحداث سوف تساعدك لكي تجد الفرص المناسبة للتغيّير نحو الأفضل.

النظرة للآخر عليك أن تطويرها لتكون إيجابية وبناءة في التعامل والتعاون لبناء وتطوير حياتك وحياة كل من هم في محيطك. ساعد نفسك دائماً في التنمية والتطوير العلمي والثقافي والاندماج الحضاري والإنساني بمختلف الميادين الحياتية.

 

ما سرّ السعادة وهل هي لغز؟

كما العمل يحتاج إلى جهد وتعب للوصول إلى تحقيق النجاح والأمل، هكذا السعادة فهي ليست لغز أو سرّ يصعب تحقيقه هي هذا الشعور الداخلي الذي علينا أن نجتهد ونعمل بقوة في سبيل الوصول إلى ما يشعرنا بالسعادة. كل أهدافنا في هذه الحياة تحتاج إلى تعب وجهد وعمل مستمر ومتعب، وما السعادة إلا من هذه الأهداف أيضاً. نعيش اليوم زمن أصبحت فيه السعادة مطلب بعيد المنال لما نسمع من أحداث وكوارث حروب ومشاكل عديدة على مختلف الأصعدة الإنسانية السياسية الأمنية المعيشية المادية المناخية.

أقرب طريق لتحقيق السعادة في نفسك تمناها أولاً لغيرك هذه أول خطوة سوف تقودك لطريق السعادة، والأجدر لكل إنسان باحث عن السعادة بأن يعيشها كل يوم بواسطة أحداث النهار الإيجابية، ليدع جانباّ كل ما هو محزن وسلبي ومن أخبار الحروب والكوارث والموت ويركز على ما هو جميل، ويرجع للماضي وأحداثه السعيدة عندها سوف ترى بأن الأوقات السعيدة ما كانت كذلك لو أنك لم تعش من خلالها ما كنت تتمناه وتحبه ويشعرك بالبهجة.

ليضع كل إنسان باحث عن السعادة هذه الفكرة أمام عيونه “أنا سوف أكون مصدر لإسعاد الآخرين” فلن تتخيلوا ما سوف تؤثر هذه الكلمة عليكم وعلى كل من هم بحاجة لبصيص فرح وأمل في عالم منغمس للحضيض بالتعاسة الحزن الألم واليأس.

 

خلاصة الموضوع

إخوتي وأخواتي! السعادة تكمن فيما نحن نفتش عنه وليس ما يفتش عنه غيرنا، مثلاً السجين سعادته تكون عندما يتحرر من سجنه، الفقير بأن يحقق ثروة وربح مادي، العازب سعادته تكون بأن يلتقي بحبيبه وشريك عمره، المريض سعادته بأن ينال الصحة والشفاء، المضطهد والمظلوم بأن ينال العدل والكرامة.

وأخيراً لكي تكون سعيداً اقترب من إله السعادة والحب وهو سوف يغمرك بحبه وفرحه ولن يستطيع أي شيء في الدنيا أن يسلب منك هذه السعادة.

دمتم سالمين بسعادة حقيقية.

 

مواضيع ذات صلة

ما هي السعادة وكيف تحققها؟

downloadsoft.net

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 4.6 / 5. Vote count: 30

No votes so far! Be the first to rate this post.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock