هل الحب قادر أن يغير الإنسان ويجدد حياته؟
هل الحب قادر أن يغير الإنسان ويجدد حياته؟
إنسانية يسوع ووداعة مريم هما القطبان الذي يجب على المسيحي أن يتأمل بهما ليتمكن من عيش الإنجيل، فالإنجيل يتطلب من المسيحي القدرة على المسامحة، الوداعة ومحبة الأعداء… وهناك طريقة واحدة لنتمكن من عيش ما يُطلب منا: “التأمل بآلام يسوع” والتشبه بمريم أُمِّه. هل الحب قادر أن يغير الإنسان ويجدد حياته؟
عيد اسم مريم المقدّس
لقد عُرف هذا العيد سابقًا بعيد “اسم مريم العذب”، لكن مع الوقت تغيّرت التسمية، “لكن الصلوات التي تُتلى في هذه المناسبة حافظت على عذوبة هذا الاسم”.
قال البابا: نحن بحاجة للعذوبة اليوم، نحن بحاجة للعذراء لنفهم ما يطلبه منا يسوع. ما يُطلب منا ليس سهلاً: أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وكُلُّ مَن سَأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ اغتَصَبَ مالَكَ فلا تُطالِبْهُ به… مَن ضَرَبَكَ على خَدِّكَ فاعْرِضْ لَه الآخَر. ومَنِ انتَزَعَ مِنكَ رِداءكَ فَلا تَمنَعْه قَميصَكَ. إنها أمور صعبة لكن العذراء جسّدتها في حياتها: وهذه هي نعمة الوداعة والتواضع.
كتب القديس بولس في رسالته إلى أهل كولوسي والتي تقترحها علينا الليتورجية اليوم: “وأَنتُمُ الَّذينَ اختارَهمُ اللهُ فقَدَّسَهم وأَحبَّهم، اِلبَسوا عَواطِفَ الحَنانِ واللُّطْفِ والتَّواضُع والوَداعةِ والصَّبْر. اِحتَمِلوا بَعضُكم بَعضًا، واصفَحوا بَعضُكم عن بَعضٍ…”
يطرح الأب الأقدس السؤال كيف يمكنني أن أفعل هذا؟ كيف أتحضر؟ ماذا علي أن أدرس؟ يأتي جواب البابا واضحًا: “بقوتنا وجهدنا الشخصي لا يمكننا أن نفعل شيئًا، وحدها نعمة الله قادرة أن تحققه فينا، وهذه النعمة ننالها بطريقة واحدة: بالتأمل بيسوع!
إذا كان قلبنا وعقلنا مع يسوع المنتصر ذلك الذي غلب الموت والخطيئة والشيطان عندها يمكننا أن نحقق كل ما يطلبه منا يسوع عينه ونعيش ما يحثنا عليه القديس بولس أي الحَنان واللُّطْف والتَّواضُع والوَداعة والصَّبْر. لكن إن لم ننظر إلى يسوع ولم نكن معه فلا يمكننا فعل أي شيء. إنها نعمة وتأتينا من التأمل بيسوع.
حياة يسوع
يجب على المسيحي أن يتأمل بها ألا وهي آلامه و”إنسانيته المتألمة”، لأنه من خلال التأمل بيسوع وبحياتنا الخفية مع يسوع في الله فقط يمكننا أن نعيش هذه الفضائل التي يطلبها منا الرب.
التأمل في صمت يسوع الوديع سيكون مجهودك الوحيد وهو سيقوم بالباقي، عليك فقط أن تخفي حياتك في الله بالمسيح وذلك من خلال التأمل بإنسانية يسوع المتألم وهكذا يمكن أن تشهد له. لتتمكن من المسامحة تأمل بيسوع المتألّم. لكي تسامح قريبك تأمل بيسوع المتألّم. لكي لا تتفوه بكلام سوء عن قريبك تأمل بيسوع المتألّم. اجعلوا حياتكم فيه كما يقول لنا بولس الرسول فتلبسوا عَواطِفَ الحَنانِ واللُّطْفِ والتَّواضُع والوَداعةِ والصَّبْر.
البابا فرنسيس
المزيد من التأملات الروحية
- كيف نعيش قوة الإيمان وحياة الاستعداد والتجديد؟
- الحياة الحقيقية في الله هي مواجهة الشر بالحب
- الرب أصعدني من جُب الهلاك ومن مستنقعِ الطينِ انتشلني
- قانون وصايا الله العشر حسب الطقس الماروني – وديع الصافي
- هل رفع اليدين في وقت الصلاة مفيد؟
- البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس
اغمر يا طفل المغارة قلوبنا بسلامك وخيرك وأمانك
إنسانية يسوع و وداعة مريم هما القطبان الذي يجب على المسيحي أن يتأمل بهما ليتمكن من عيش الإنجيل